03-30-2013, 01:42 AM
|
|
|
المراقبين |
|
|
|
|
كيف نواجه ضغوط العمل
ضغط العمل بالمفهوم العلمي هو تفاعل بين الدوافع والمنبّهات الموجودة في البيئة الخارجية، وبين الاستجابة الفردية لها بأشكال تحدّدها معالم الطباع والشخصية. وهذا يعني أن مستوى الشعور بضغوط العمل وانعكاساتها، يتفاوت من شخص إلى آخر وذلك بحسب كفاءته وطبيعته وموقعه في المؤسسة. وحسب رأي العالم النفسي الألماني كارل ألبرخت، الذي أطلق على عصر العولمة اسم «عصر الضغط»، فإن شكل التفاعل المشار إليه بين المؤثرات الخارجية والاستجابة الداخلية لها، يعتبر مسؤولاً أساسياً عن حجم الإحساس بحدة الضغوط، وذلك من منطلق التغيـير الذي يحدثـه في السلوك والأداء الوظيفي. يحتاج العامل لاستراحة يسترخي خلالها ويتنفس بعمق، جاء ذلك في دراسة للمعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية. وتقول وكالة الصحة العامة إن ضغط الوظيفة يمثل تهديداً لصحة العمال، ودعت مديري الشركات والمؤسسات لاتخاذ إجراءات لحل المشكلة. وذكرت ليندا روزنستوك مديرة المعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية أن ضغط العمل قضية ذات أولوية، وأن كثيراً من العاملين يقولون إن الضغط المرتبط بالعمل هو أكبر مصدر للضغط النفسي الذي يواجهونه. وأشار تقرير المعهد إلى دراسات جرت خلال السنوات العشر الماضية تشمل مسحاً عام 1998م أجراه معهد الأسر والعمل، وكشف أن 26% من العاملين اعترفوا بأنهم عانوا ضغوط الوظيفة. وعوامل زيادة ضغط الوظيفة كثيرة منها زيادة أعباء العمل، وعدم الإحساس بالأمان في الوظيفة، وبيئة العمل الاجتماعية الفقيرة، والطموحات المتضاربة، وفقدان السيطرة على العمل بسبب التوسع في استخدام الكمبيوتر. وعلى الرغم من أن بعض الضغط قد يكون أمراً صحياً لأنه يزيد من طاقة العاملين جسدياً ونفسياً، فإن الضغط المفرط قد يصيب العاملين بالمرض ويؤدي إلى اضطرابات في المزاج والنوم واضطرابات معوية ونوبات قلبية وصعوبة التركيز والغضب السريع والاضطرابات العقلية. ويقدم المعهد الوطني للسلامة والصحة والهيئة عدة اقتراحات للشركات تساعد على تخفيف ضغط العمل منها: يجب التأكد من أن أعباء العمل تناسب قدرات العاملين وتتماشى مع مصادر الدعم. يجب تحديد مهام ومسؤوليات العامل بدقة. تحسين الاتصالات بين العاملين فيما يتعلق بالضغط
وعبء العمل. توفير فرص للتفاعل الاجتماعي بين العاملين. إقامة جداول عمل تتناسب مع مسؤوليات حياة العاملين الخاصة.
بعض الأسباب التي تورث الضغوطات
يرجع الكثير من الباحثين معظم المشاكل والضغوطات النفسية التي يعانيها الموظف إلى الروتين الإداري الذي يقع في أسره معظم الموظفين، ويرجع هؤلاء المشكلة الى عدة أسباب منها:
• عدم تكيف الموظف مع محيطه الاجتماعي داخل المؤسسة.
• تأخير إنجاز ما عليه من أعمال من وقت لآخر حتى تتراكم عليه الأعمال، ويصبح عاجزاً عن أدائها مما يسبب له شعوراً بالعجز والفشل. وهو ما يُعرف بالتسويف.
• شعوره بأن نوع العمل الذي يمارسه لا يرقى إلى مستوى طموحه أو أنه يستحق رتبة وظيفية أعلى داخل المؤسسة.
• عدم معرفة طبيعة عمله بدقة.
• قلة التخطيط الناجم عن الكسل أو السلوك الفوضوي.
• مشاكل أخرى خارج العمل مثل المشاكل الزوجية أو الاجتماعية وما شابه.
وسنحاول في ما يلي وضع الخطوات اللازم اتباعها لحل جل هذه المشاكل التي تعيق أداء الموظف في إنجاح عمله وبالتالي تحقيق نفسه وتحقيق أحلامه وأهدافه في الحياة.
سبعة أركان لبناء الشخصية الناجحة
إذا كنا نعتقد أن معظم المشاكل السلوكية التي يعانيها أي إنسان فإنما تعود لخلل ما في شخصية الفرد، وبالتالي فإن الحل يأتي من إصلاح الجانب المظلم من شخصية الفرد، ويحدد الدكتور إبراهيم الفقي أحد المتخصصين في معالجة السلوك البشري توازن الفرد في سبعة جوانب وهي:
• الجانب الروحي: الذي يتكون من العلاقة بالله، والتسامح، ثم يأتي الانتماء إلى الدين والنفس والوطن والعائلة، ويؤكد الفقي على أهمية تقوية هذا الركن لدفع الإنسان لتنمية قدراته الذاتية.
• الجانب الصحي: ويشمل الأفكار الصحية، والأكل الصحي، وتحركات الجسم.
• الجانب الشخصي: وتشمل التقدير الذاتي، والصورة الذاتية، والإنجاز الذاتي. تلك النقاط التي تحدد الاتصال مع العالم الخارجي، ولكي يزيد الفرد من ثقته بنفسه عليه أن يقوي هذا الركن.
• الجانب العائلي: من خلال العلاقة الزوجية، وعلاقة الآباء بالأبناء، والعلاقة مع العائلة ودعم هذا الركن يحقق قيمة عالية في التنمية البشرية.
• الجانب الاجتماعي: حيث علاقات الفرد مع الأصدقاء والأقارب، وكيفية التشاور وترتيب حوار مع الآخرين .
• الجانب المهني: يذكر الفقي عن هذا الركن في محاضراته أنه لابد أن تتوافر في هذا الركن القيمة العليا، ولابد أن تتوافر للشخص المرونة في حياته، والرغبة في التميز وحب الاستطلاع، مع الالتزام وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان فهم قانون التحكم الذي يتحقق من خلال تعدد البدائل أمام الفرد لحل المشكلة الواحدة.
• الجانب المادي: وهو القدرة على إيجاد نوع من أنواع التوازن بين الاحتياجات والموجودات لكي نتقي تطلع النفس إلى أشياء تفوق الإمكانات.
خطوات للتخلص من ضغوطات العمل
وبناء عليه فسوف نلقي الضوء على الخطوات التي تساعد الموظف على التخلص من أسباب الروتين، من خلال النصائح التي تشمل الأركان السبعة التي تناولها الدكتور الفقي في بناء الشخصية المتوازنة الناجحة.
1- كن مؤمناً فالإيمان بالله تعالى هو ينبوع السعادة ومصدر السكينة والطمأنينة، والشقاء والتعاسة والنكد الدائم والأحزان المتوالية في الإعراض عن الإيمان بالله والغفلة عن ذكره قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28] وقال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 124].
2- كن متسامحاً مع الذات ومع الآخرين؛ فالتسامح قوة وليس ضعفاً. وبداية النجاح تكون من خلال التسامح الذي يفيدك أنت أكثر ممن تسامحهم، ولذلك نجد أن ديننا الإسلامي دعانا إلى التسامح. يقول الله تبارك وتعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران 134 – 135].
3- باشر بالتخطيط الآن؛ فبعد فراغك من قراءة المقال قم وأخرج ورقة وقلماً، وابدأ، دوّن أهدافك في الحياة على المستوى البعيد والقريب، قم بالتخطيط لحياتك، قم بعمل خطة سنوية، وأخرى شهرية، وأخرى أسبوعية، وأخرى يومية لاستغلال كل دقيقة في يومك، استغل أوقات المواصلات والانتظار في إنجاز بعض المهام البسيطة، وعليك أن تضغط الواجبات التي يمكن إنجازها في أوقات واحدة.
4- انطلق بعد التخطيط؛ فكن اجتماعياً في محيطك ومد الجسور مع الآخرين، فإن الاستماع إلى الآخرين، ومشاركتهم الحديث والرأي، ومساعدتهم- أحياناً- في حل مشاكلهم يضفي على النفس جانباً كبيراً من السعادة؛ لأن الإنسان مدني بالطبع، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف. وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [ سورة الحجرات:13]. وليكن لك في رسول الله عليه الصلاة والسلام قدوة؛ فهو الذي كان يبدأ من لقيه بالسلام وبوجه بشوش، ويؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته، ويعطي كل من جلس إليه نصيباً من وجهه.. أي من النظر إليه والاهتمام به والابتسام له.
5- تعلّم فن الاسترخاء ومارسه بشكل يومي؛ إذ ينصح علماء النفس بأن يتعلم كل فرد فن الاسترخاء وممارسته في حياته؛ لأنه يقضي على التوتر والعصبية التي تؤدي إلى تغييرات فسيولوجية بالجسم تتسبب في الإصابة بالأمراض الخطيرة كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين إضافة إلى الأمراض النفسية وأهمها الاكتئاب. ومن فوائد ممارسة الاسترخاء بشكل يومي:
• بلوغ مرحله الصفاء والخيال والحرية من حواجز العقل الواعي الناقد.
• برمجة العقل الباطن لمقاومة مرض موجود.
• حسم بعض الصراعات الداخلية النفسية.
• برمجة الجسد على التكيف مع الآلام الطارئة.
• برمجه العقل الباطن على الاسترخاء والهدوء والشعور بالسلام الداخلى.
• التغلب على العصب والعصبية.
• مواجهه أنواع المخاوف.
• البرمجة على السعادة والتخلص من الاكتئاب والضيقة المستمرة.
• التخلص من الوساوس التسلطيه والأفعال القهرية.
• برمجة العقل الباطن على الأهداف الإستراتيجية.
6- كن مبادراً دائماً؛ فالمبادرة الذاتية تساعد على القضاء على الروتين، ومن الممكن أن تتدرب لتجلعها جزءاً من سلوكك من خلال الخطوات التالية:
• امنح نفسك مهلة من الوقت لتكون مبدعاً، وذلك من خلال توفير وقت محدد لتفكر في الأمور، وترى صورتها بشكل كامل، وتفكر في حلول جديدة للمشكلات القديمة.
• انفتح على الأفكار الجديدة والغريبة.
• حاول التعرف على المبدعين وتعلم منهم.
• حاول أن تكون أفكارك قابلة للتطبيق.
• الابتعاد عن المثبطين لهمتك ولطموحاتك في حال عدم إقناعهم بأفكارك الجديدة المبتكرة.
• تحمّل المخاطرة في العمل بإحلال أفكار جديدة مبتكرة محل أفكار قديمة تقليدية.
• تعلّم الأساليب الصحيحة في التعامل والاتصال اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
• ليكن لديك رسالة وهدف واضح محدد تعمل من أجله، على أن يكون هذا الهدف إيجابياً مرتبطاً بالوقت الحالي، لا يقوم على تسويف أو تأجيل.
7- إياك والكسل؛ فالكسل حالة من الخمول وعدم الرغبة في الحركة، وقد ينشأ نتيجة الضغوط النفسية والعصبية، مع تراكم المسؤوليات وتنوع الاهتمامات. وقد أشارت الأبحاث الميدانية إلى ازدياد احتمالات إصابة النساء بداء الكسل أكثر من الرجال. ومن النصائح المفيدة لمن أصيب بداء الكسل:
• وضع خطة أسبوعية أو يومية لإنجاز الأمور الأساسية.
• عدم استقبال النهار الجديد بصفته كابوساً ثقيلاً.
• التأكد والإصرار على تحقيق المزيد من النجاح في الأعمال والعلاقات.
• معرفة أن الكسل يؤدي إلى عواقب وخيمة كضيق الصدر والقلق والاكتئاب، وأن العمل يزيد المرء نشاطاً وحيوية.
8- إياك والتسويف؛ فإن التسويف هو أحد الأسباب التي توقعك في فخ الرتابة، ومن نتائج التسويف:
• الوقوع في أسر الشد العصبي والقلق والإرهاق.
• يضع الأغلال حولك، ويكبل خطاك، ويحول دون بلوغك أهدافك و غايتك.
• يخنق نموك الشخصي والمهني، ويعيق حصولك على مكافآت تستحقها بجدارة.
• يدمر أحلامك في أن تنعم بحياة سعيدة تلفها الصحة والعافية ورغد العيش.
• يورث الحسرة والندم في وقت لا ينفع فيه الحسرة والندم.
• تراكم الأعمال، وصعوبة الأداء.
|