"لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبداله تدريب الأسرة بالمدرسة استبدالا تاما. ولهذا تترك الأمهات أطفالهن لدور الحضانة حتى يستطعن الانصراف إلى أعمالهنّ، أو مطامعهنّ الاجتماعية، أو مباذلهنّ، أو هوايتهنّ الأدبية أو الفنّية، أو للعب البريدج، أو ارتياد دور السينما... وهكذا يضيعن أوقاتهن في الكسل. إنهن مسؤولات عن اختفاء وحدة الأسرة واجتماعاتها التي يتصل فيها الطفل بالكبار، يتعلم منهم أموراً كثيرة.. إن الكلاب الصغيرة التي تنشأ مع أخرى من نفس عمرها في حظيرة واحدة، لا تنمو نموا مكتملا كالكلاب الحرة التي تستطيع أن تمضي في إثر والديها. والحال كذلك بالنسبة للأطفال الذين يعيشون وسط جمهرة من الأطفال الآخرين وأولئك الذين يعيشون بصحبة راشدين أذكياء. لأن الطفل يشكل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبقاً للقوالب الموجودة في محيطه. إذ أنه لا يتعلم إلا قليلا من الأطفال الذين في مثل سنّه. وحينما يكون مجرد وحدة في المدرسة، فإنه يظل غير مكتمل. ولكي يبلغ الفرد قوته الكاملة، فإنه يحتاج إلى عزلة نسبية، واهتمام جماعة ا
جتماعية محددة تتكون من الأسرة"