شبح الأنانية

[د. وديع إلياس]

شبح الأنانية


أنا الأفضل و لا غيري أفضل ..
أنا و بس ..
لا يهمني أي كائن كان ..
ما يهمني نفسي و فقط ..
من كان يحمل في نفسه حب الأنا و السعي لها فهو مغرور بذاته ..
لأن المجتمع المسلم مترابط كله .. و ليس في كينونته تمزق أو تشتت ..
حين يصبح الإنسان مهتماً بدرجة معينة بذاته دون غيره ..
حين يتغلغل هذا الشبح المقيت عليه ..
فيصبح القائد الأعلى لكل تصرف يتصرفه ..
بل حتى لأنفاسه و لأبسط شيء في حياته ..
حين يصبح في نظره كل الناس محتقرين ..
و يجرح من كان إليه أقرب الأقربين ..
فقط ليشبع رغبته في السيطرة عليهم ..
حين تصبح نظراته للآخرين نظرات ازدراء مقارنة بنفسه ..
فيجمع لها و يترك الآخرين مع حاجتهم لما استأثره لنفسه ..
حين تصبح كلماته ممزوجة بقذر الأنا ..
فينزعج منه السامع و القاعد ..
من اكثاره في طرح مميزاته عن غيره ..
و ما خاض و ما جال ..
حين يستولي على شيء و يظن أنه أحق به من غيره ..
فاليتذكر مثل هذا قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
وليعلم أن شبح الأنا قد استولى على ذاته ..
و أنه لن يصل إلى ما وصل إليه الجهابذة الأبطال ..
فلباسه مقاسه محدود ..
و سقف بيته لا يزيد عن حده فحده محدود ..
و نظرته قاصرة على مستوى نظره ..
فلا يملك بعد النظر .. و هو متقوقع في ذاته و الأنا ..