أشياء يجب أن تكون عليها:
1- كُنْ مسئوﻻً:مازال لفظ "المدير" لدينا يستعمل كمرادف للسلطة والهيمنة وهو مرادف عجيب للكلمة، واﻷعجب منه أن يستخدم مع كلمة "مسئول" نفس المرادفات التي تعني الهيمنة والسلطة.. مع أن مسئول تعني أنه سوف يسأل عما يقوم به.. ومازال الكثير من المديرين يؤمنون بهذا.. لكني أعتقد أنك ﻻ تحب هذا الكﻼم؛ لذلك أدعوك إلى أن تنسى مرادفات الهيمنة والسلطة وتتذكر المرادف الوحيد الصحيح وهو "الرعاية" فكلكم راع ومسئول عن رعيته، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- كُنْ قدوة:قد يتيح لك عملك الجديد فرصة عدم التوقيع عند الحضور واﻻنصراف في دفتر الحضور واﻻنصراف، لكن عليك أن تتذكر أن توقع في مكان آخر هو عيون وقلوب وعقول زمﻼئك، فأنت مثال حي لكل من يعمل معك، وإذا لم تكن قدوة فلن يتبعك أحد، كما أنه عليك أﻻ تتوقع من اﻵخرين أن يبذلوا قصارى جهدهم، ما لم تقم أنت بذلك، كذلك احذر من كبوات الجياد المسماة بنوبات الغضب، فلو ارتفع صوتك بالصياح مرة واحدة فتوقع أن تتحول مؤسستك بعد قليل إلى خلية نحل، ولكن نَحْل ﻻ ينتج عسﻼً، بل يسمعك دوماً الطنين!! إن القائد القدوة هو الذي يخطط ميدان المعركة لزمﻼئه ثم يسبقهم إليه.
3- كُنْ صحفيًّا.. أَدِرْ من موقع الحدث:كله تمام.. اﻷمور تسير بانتظام شديد.. العمل يتم على أكمل وجه.. ﻻ شكاوى.. ﻻ مقترحات.. بالتأكيد أن هذا الكﻼم هو كﻼم الورق الذي يخدع أحيانًا، أما اﻹدارة فشيء آخر.. اﻹدارة هي أن تكون هناك بجوار العاملين تسألهم وتعيش معهم.. تشعر بحرارة اﻷماكن غير المكيفة فتشتعل في نفسك جذوة الحماس، إن المنتج الذي يخرج من مؤسستك لن يشعر به الناس إﻻ إذا عرفت أنت قيمته.. ولن تعرف قيمته إﻻ إذا عايشت لحظات بنائه حجرًا حجرًا..عندما تكون مديرًا صحفيًّا.. سوف تشخص المشكلة بدقة، كما تستطيع أن تصف العﻼج الفعّال لها.عندما تكون مديرًا صحفيًّا: سوف تسخر من التقارير الورقية التي تخبرك أن كل شيء تمام.. وأنه ﻻ مشاكل على اﻹطﻼق.. إنني أعرف أحد أهم صانعي بُنِّ القهوة في العالم الذي يُصِرُّ في صباح كل يوم أن ينزل إلى مطاحن البن؛ ليضرب بيده وسط البن ثم يرفعه ليستمتع برائحته، وﻻ يذهب إلى مكتبه قبل أن يجلس مع عماله ليستمتع معهم بفنجان قهوة الصباح، فهل شربت قهوة الصباح مع زمﻼئك في ميدان معركتهم.. أقصد مواقع عملهم؟!
4- كُنْ أنت.. بعد التَّحْسين:نحن جميعًا كجبل الجليد.. ما يظهر منا أصغر مما يختفي.. فلكل منا شخصيتان: الظاهرة، الباطنة.. يرانا الناس بشخصياتنا الظاهرة، وقد يستطيعون معرفة بواطننا من تصرفاتنا؛ لذلك كن على طبيعتك وسط الناس.. ولكن اعمل على تحسين هذه الطبائع.إذا كان من طباعك أنك تحب النوم كثيرًا، فهذا يعني أنك سوف تَحْضُر متأخرًا، أو على اﻷقل غير مهندم أو عيونك حمراء، كل ذلك يراه مَنْ حَولك فيك فيثير لديهم انطباعًا منك بالكسل؛ لذلك عليك بتحسين تلك العادة.وذلك باﻵتي:قم من نومك قبل موعد نزولك من البيت بساعتين على اﻷقل.كن أول من يأتي إلى العمل.تناول طعام إفطارك مبكرًا.مر على مواقع العمل مع أول ساعة عمل.إن الله تعالى قد جعل للكون نواميس، فجعل الليل لباسًا، وجعل النهار معاشًا، وحين نحارب هذه النواميس فإننا بذلك نظلم أنفسنا.
5- كُنْ مُوْقِدًا للشُّموع:تستطيع في أي وقت أن تقف وتقول بين الناس جميعًا: هذا الموظف كسول.. أو إنه أخطأ في عمله.. أو إنه دائم التأخير.. وسوف تكسب الموقف، ولكن دعني أسألك أيهما أولى.. أن تكسب موقفًا ضد موظف ارتكب خطأً أم أن تكسب قلب موظف فيستحي أن يخطئ في عمله من أجل إرضائك، وعند ذلك فلن تعلن ظﻼم الخطأ، بل ستكون مُوقدًا لشموع العمل، وتعالَ معي نستمتع ببعض فقرات البحث الرائع "لجيمس ميلر"، والذي يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم.. يقول أحدهم: نسميه "حَﻼلُ العُقَد" فله حل مبتكر لكل مشكلة؛ مهما كانت معقدة، وهو يرصد مكافأة شهرية ﻷفضل مبتكر لكل جديد يساهم في رفع اﻹنتاجية أو تقليل النفقات، عندما يكون في المكتب تشعر أنك لن ترتكب أي خطأ، ويرجع الفضل لطريقته الماهرة في المتابعة والتحفيز. ويقول اﻵخر: "ليس مجرد مدير، بل قائد لفريق، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة، وهو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة بهم؟، ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ واﻷداء، ويترك لهم حرية تحديد فترة العمل التي تكفي ﻹنجاز المهام تبعًا للخطة.إن إيقاد الشموع في العمل يتطلب منك اﻵتي:أبرز السلوك اﻹيجابي أكثر من السلوك السلبي، فالسلوك اﻹيجابي يجعل الموظفين يحتذون به، أما السلوك السلبي فهو يشجع الموظفين على اقتراف أعمال سلبية، بحجة أن هناك أعماﻻً أكثر سلبية يتم اقترافها.احرص على إعﻼن المكافآت وأسبابها.تجنب محاوﻻت المنافسة والمقارنة بين الموظفين، ﻻ تقل لموظف أبداً: إن فﻼن ينتقد عملك، بل على العكس، قل له: "إن فﻼناً يحيِّي فيك كذا وكذا".ارْبِت على كتف المحسن، وتجاوز عن المسيء ولكن ﻻ تنسَ أبداً إساءته حتى يصير محسنًا.افتح قنوات اﻻتصال الحر.. هاتفك.. بريدك اﻹلكتروني.. الرسالة الفورية.احرص على إبراز رسالة المؤسسة كلما سنحت الفرص لذلك.اجعل العاملين عندك كفريق كرة القدم لكلًّ موقعه، ولكن إذا أحرز أحدهم هدفًا فإن الجميع يهنئه حتى ولو كان من المدافعين.ركِّز على النتائج.