يمكن القول ان المعرفة هي مزيج المفاهيم واﻻفكار والقواعد واﻻجراءات التي تهدي اﻻفعال والقرارت. اي ان المعرفة عبارة عن معلومات ممتزجة بالتجربة والحقائق واﻻحكام والقيم التي تعمل مع بعضها كتركيب فريد يسمح لﻸفراد والمنظمات من خلق اوضاع جديدة وادارة التغيير(
). والمعرفة ايضاً هي الفهم المكتسب من خﻼل التجربة او الدراسة والتي تطوي في كيانها المعرفة بالكيف ، اي المعرفة بكل ما يؤدي الى تمكين المرء من انجاز عمله وتنفيذ مهام متخصصة للوصول الى اﻻهداف المنشودة. وبالنتيجة تصبح المعرفة نتاجاً نوعياً متراكماً من الحقائق ، المعلومات، القواعد اﻻجرائيـة ، واﻻفكار والخبرات الجديدة المستكشفة2
) .بكلمات اخرى، يمكن النظر الى المعرفة على انها كينونة وصيرورة في الوقت نفسه ، ومثلما تتشكل المعلومات من البيانات تتشكل المعرفة من المعلومات الممتزجة بالخبرات وتجارب التعلم والمهارات النوعية المكتسبة وكل العناصر اﻻخرى التي تشكل المحتوى العضوي للمعرفة .وفي كل اﻻحوال فان المعرفة التي نقصدها ونحاول تقديم نظرة منهجية لمداخل تنظيمها وادارتها هي كل معرفة (تنظيمية وغير تنظيمية) مفيدة للتقدم اﻻنسانـي في مختلف مجاﻻت الحياة، علماً ان كل معرفة مفيدة تحتاج الى ادارة واستثمار رأس مال المعرفة (او رأس المال الفكري) في المنظمات والمجتمعات.باختصار، ان المعرفة تكوين متغير ومتنوع اﻻبعاد متباين اﻻوجه ، متعدد المصادر والطبيعة بما تضمّه من معلومات وخبرات واحكام وادراك وبما تضيفه عملية التعلم المستمر من حقائق تُولّدْ حقائق جديدة من خﻼل تﻼقح الحقائق مع الواقع وما يعتمر به من حركيات ومشكﻼت وتناقضات تسأل اصحابها باستمرار عن الحلول العملية الشاملة.من ناحية اخرى تسعى ادارة المعرفة الى تقديم حلول لقضايا ومشكﻼت استقطاب المعرفة ، وانتاج المعرفة والمشاركة بالمعرفة بين اﻻفراد والجماعات والمنظمات وفي داخل المنظمات ايضاً . بمعنى آخر، تهتم ادارة المعرفة باستثمار الموارد المعرفية وبناء ذاكرة للمنظمة ترتكز على تبادل المعرفة والمشاركة فيها من خﻼل عملية منهجية مستمرة (3) . ان جوهر ادارة المعرفة يتمثل بتنظيم وتوجيه اﻻنشطة اﻻجتماعية في بيئة العمل لتمكين اﻻفراد والجماعات من عملية المشاركة ونقل المعرفة وعملية تكوين المعرفة التي تتم بطريقة حلزونية تتحرك من المعرفة الضمنية الى المعرفة الصريحة المدونة وتعود الى المعرفة الضمنية (4) . ولهذا السبب يميل كثير من الباحثين الى تعريف ادارة المعرفة من خﻼل تحليل مضمون العمليات واﻻنشطة الوظيفية التي تقوم بتنفيذها كما نجد في محاولة Hampel لتعريف ادارة المعرفة بأنها حزمة من انشطة استقطاب امتﻼك وتكوين وابتكار المعرفة واستخدامها لتحسين انشطة اﻻعمال اﻻساسية من خﻼل اﻻفراد فرق العمل وعبر المجاﻻت الوظيفية والتنظيمية (5).ويبدو هذا المدخل اكثر وضوحاً واشمل نطاقاً من المداخل اﻻخرى التي تحاول تحليل مفهوم ادارة المعرفة وذلك ﻷنه يعتمد على التقاط الفكرة المحورية ﻻدارة المعرفة والتي تتلخص بعمليات استقطاب المعرفة، تكوين المعرفة، المشاركة بالمعرفة، تخزين وتوزيع المعرفة ، وادارة التعاضد اﻻستراتيجي بين رأس المال الفكري وتكنولوجيا المعلومات بهدف تحقيق الميزة التنافسية المؤكدة، بمعنى آخر ، تهتم ادارة المعرفة باستثمار اصول المعرفة Knowledge Assets او رأس المال المعرفة Knowledge Capital (ويطلق عليه احياناً رأس المال الفكري Intellectual Capital) واكتشاف القيم المخفية Hidden Value وغير الملموسة Intangible لﻸصول المعرفية واﻻنسانية الموجودة في المنظمة والمجتمع