كنا نتحدث في السبعينات عن إدارة النظم وفي الثمانينات عن إدارة المعلومات وإدارة قواعد البيانات ونظم دعم القرار وفي التسعينات عن الانترنت وطرق المعلومات السريعة. وفي هذا القرن نري إلحاحا شديد لضرورة مواجهه متطلبات مجتمع المعلومات العالمي لما يسمي بمجتمع المعرفة وهو تطوره التدريجي والموضوعي للعلم والخبرة المتراكمة في خمسين عاما هي عمر ثورة الاتصالات والمعلومات خمسة الاف سنه هي عمر تراكم العلوم وحضارة الإنسان. ولأهمية الموضوع فاني اقترح أن نستعرض سويا بعض المفاهيم الأساسية التي يبني عليها مجتمع المعرفة وتشمل: أولا: الأصول المعرفية " وتمثل القيم المالية والاقتصادية لهذه المعرفة وهي تمثل هنا مرودا مثل المال والبشر وغيره" 0 ثانيا: تراكم المعرفة "وتعني الإضافات المرحلية للعلم والخبرة والمعلومات والبيانات " 0 ثالثا: تفاعل المعرفة "وتمثل الترابط والتكامل والتزاوج أو التناقض بين أسس المعرفة" 0 رابعا: الأهمية الزمنية للمعرفة "وتتطلب استخدامها في نافذة من الزمن لتحقيق العائد منها " 0 خامسا "العائد الاقتصادي للتوظيف الفعال للمعرفة "وتمثل القيمة الاقتصادية المضافة نتيجة لتطبيق المعرفة"0 سادسا: العائد الاجتماعي للتوظيف الفعال للمعرفة "وتتمثل فى تقدم ورقي الخدمات وجودة الحياة وسعادة الإنسان والحرية الديمقراطية في المجتمع".
سابعا: المعرفة للجميع وهي تعني العدالة في الحصول على المعرفة بين أفراد المجتمع الواحد دون تميز طبقي أو ديني أو نوعي ... الخ. ثامنا: مؤسسات المعرفة تقليديا هي المدرسة والجامعة ومعاهد البحث وتمتد اليوم لتشمل كل أنواع المؤسسات حكومية أو عامة أو خاصة. تاسعا: قواعد المعرفة. عاشرا: إدارة المعرفة.
وقد يكون مفيدا إيضاح أن المعرفة تختلف عن البيانات والمعلومات بينما البيانات تعكس حقائق أو قياسات وإحصاء توضح المعلومات تشغيل لهذه البيانات زمنيا فان المعرفة هي تتطلب معلومات، وإطار (contextual) وتتطلب أيضا أن تكون مرجعية (relevant) وتنفيذية (actionable) المعرفة تعني المقدرة على إيجاد الحلول وحل المشاكل ولكن المعلومات فقط لا تعني هذا. المعرفة أيضا تعني القدرة على التحرك والتنفيذ بمعني انه لو افترضنا وجود شخصين لديهم نفس المعلومات قد لا يكون لهم نفس القدرة على توظيف المعلومات عمليا وتنفيذيا لإيجاد الحلول ولتحقيق عائد ملموس لهم أو لمؤسساتهم ويسمي الأول نظريا والثاني عمليا أو شخص يعرف والثاني يعرف أكثر . المعرفة أيضا تمثل العلم والخبرة المتراكمة وهي مجردة دون معلومات لا تنتج نتيجة عملية وبالمعلومات تحقق القيمة المضافة. وكلما ازدادت القدرات العلمية والتجارب العملية والتدريب والمهارات كلما ازدادت قدرة المعرفة إلى تحقيق العائد من القيمة المضافة لهذه المعرفة بتوظيف الموارد الرئيسية الاخري من بشر ومال ومعدات وتنظيم ... الخ. ويتوقف العائد أيضا المعرفة من تكاملها وتراكمها مؤسسيا فهي إما جزيرة تتركز في شخص أو جزر تتركز في أشخاص أو مؤسسة وتنظيم تدار وتضيف قيمه وفى هذا نتحدث عن مؤسسات المعرفة. تراكم المعرفة أيضا يختلف عن المعلومات التي تنشر ثم تتلاشي ... ولكن المعرفة تضاف إلى ما سبق وتزداد في قيمتها مع الخبرة والعلم والمعلومات وتمثل المعرفة تراكمية ديناميكية مستمرة تزداد في القيمة والمعدل مع الخبرة والعلم والمعلومات. إدارة المعرفة فى عصرنا هو علم وفن لتوظيف هذا المورد الهام داخل كل مؤسسة بحيث تزداد إنتاجيتها وتنافسها وعائدها ... وللحديث بقية