وضع الإعداد The Set Up

[د. وديع إلياس]

وضع الإعداد The Set Up

يعتبر وضع الإعداد من الأجزاء الرئيسية والحساسة والحرجة من أجزاء تقنية الحرية النفسية EFT، ولأهميته البالغة فسوف يُصار إلى مناقشته بتعمق أكثر وتوسع في الفصل الخامس. والتقديم الموضح هنا لا يتعدى كونه سرد للمبادئ الأساسية لوضع الإعداد كأحد مكونات صيغة تقنية الحرية النفسية EFT.

من أجل تطبيق وضع الإعداد يتعين على المستفيد والممارس أن يوافقا على عبارة تسمى ("عبارة الإثبات" أو "العبارة الافتتاحية") Set Up Statement وهذه العبارة سوف تمثل المشكلة والتي هي قيد الدراسة. يجب أن تُصاغ هذه العبارة بكلمات المستفيد ذاته وأن يعيها هو شخصياً. ولا تعتبر موافقة الممارس أو فهمه للعبارة مسألة مهمة جداً للعملية، ولكن من المهم أن يفهم المستفيد تلك العبارة على النحو الذي قد يطبق تلك العبارة به. وبالرغم من أننا ركزنا على أهمية أن يفهم المستفيد العبارة التي سيضعها، فليس من الضروري أن يؤمن بها.

في الغالب تكون عبارات الإثبات متشابهة وتبدأ : "بالرغم من أنني........ فأنا أقبل نفسي تماماً وبعمق ". ويُسمي المستفيد في مكان الفراغ المشكلة التي يواجهها على أن تكون بكلماته هو. فمثلاً تكون عبارة الإثبات لشخص يعاني من الشقيقة:

" بالرغم من أنني أعاني من هذا الصداع القاتل، فأنا أقبل نفسي تماماً وبعمق".

إن قام المستفيد بوصف الصداع على أنه "الشقيقة" أو "دوار في الرأس"، هكذا يجب أن يكون وصف الصداع في عبارة الإثبات إذن.

ويُشار إلى هذه العبارة كما رأينا باسم عبارة "الإثبات" Affirmation ، فالجزء الثاني المكون للعبارة إثبات إيجابي ولا شك، فيما أن الجزء الأول من العبارة لا يشكل إثباتاً إيجابياً كونه بلغة سلبية. وغالباً ما يعتبر الممارسون المتدربون في تقنيات أخرى هذه العبارة – أي عبارة الإثبات- غريبة بعض الشيء؛ ومع هذا فقد صممت بهذه الطريقة لتسترعي انتباه المستفيد إلى المشكلة التي يعاني منها. عند التعامل مع المشكلات البسيطة مثل صداع الرأس مثلاً، لا يكون من الصعب أن تسترعي انتباه المستفيد إلى المشكلة؛ لأنها واضحة وضوح الشمس؛ إلا أن التحدي يكمن عند التعامل مع المشكلات العاطفية المتجذرة، والتي يصعب على الممارس أن يعرف السبب الجذري لها. وهذا من الأمور التي سوف نناقشها بتوسع أكثر في الفصل الخامس.

يجب أن يتم ترديد عبارة الإثبات بصوت مرتفع وبشكل مقنع (وإن لم يؤمن المستفيد بها). ويمكن للمستفيد – في الأوساط الاجتماعية أو عندما لا يريد المستفيد أن يصرح بعبارة الإثبات- أن يتمتم بالعبارة أو أن يقولها في سره. تمتمة العبارة أو ترديدها في السر فعال تماماً كالتصريح بالعبارة بصوت عالِ إلا أن احتمالية أن يتشتت تركيز العقل عن المشكلة أكبر في الحالة الأولى؛ لذلك ينصح بترديد عبارة الإثبات بصوت مرتفع لأنها الطريقة الأضمن.

ويقوم العميل خلال ترديد عبارة الإثبات بتدليك "نقاط الألم". وتوجد هذه النقطة في أعلى منطقة الصدر، ويمكن إيجادها بوضع إصبع على قاعدة المريء والبحث عن التجويف الذي على شكل حرف U في أعلى القص (عظم الصدر). ومن ثم تحرك قرابة 10سم إلى الأسفل نحو الوسط و10سم عبر الصدر (نحو اليمين أو اليسار)، عندها ستكون الأصابع قريبة من منطقة "نقطة الألم".

ويوجد طريقة أخرى لإيجاد هذه النقطة وهي بوضع إصبع السبابة في التجويف الواقع فوق عظم القفص الصدري، ومن ثم مد إصبع الوسطى والإبهام بانفراج كبير قدر الإمكان، عندها ستكون نقطة الألم قريبة من مكان وجود الإصبعين (انظر الشكل أدناه).

ولتحديد مكان نقطة الألم على وجه الدقة يتم الضغط بالأصابع على الصدر في المنطقة المحيطة لمكان الأصابع حتى يتحسس العميل مكان النقطة اللينة و المؤلمة عند الضغط عليها. وسيكون من الأسهل للمستفيد إن هو وجد النقطة بذاته. وينصح المستفيد عند البدء بتطبيق تقنية الحرية النفسية EFT بأن يجد وأن يستخدم نقطة الألم بنفسه حتى يتعلم بنفسه طريقة تحديها و تدليكها؛ لكن في بعض الأحيان يقوم الممارس بتحديد و تدليك نقطة الألم نيابة عن المستفيد.

يفشل المستفيد في بعض الأحيان بتحديد مكان نقطة الألم. هذه ليست مشكلة بتاتاً، وليست بالأمر المستبعد الحصول. إن حصل وفشل المستفيد في تحديد نقطة الألم، يطلب منه أن يضع يده على صدره في المكان التقريبي لنقطة الألم ويبقيها هناك حتى يشعر بالحرارة على يده تنبعث من تحت ملابسه. ومن ثم يقوم بتدليك المنطقة بأكملها وترديد عبارة الإثبات. ومن الخيارات الأخرى هي أن يقوم المستفيد بالربت على "نقطة ضربة الكاراتيه" وترديد عبارة الإثبات. تعتبر نقطة ضربة الكاراتيه من نقاط الوخز بالإبر "الأمعاء الدقيقة 3" ويمكن إيجاد وصف مكان هذه النقطة في جدول وصف نقاط الربت (كما تستخدم في جولة الربت).