|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
حوار مع الدكتور / طارق السويدان
الدكتور طارق السويدان شخصية لها حضور وكاريزما خاصة بها وهي ذات نشاط إعلامي مميز، وله مشاركات فعالة في التنمية الإدارية، وتحظى مؤلفاته وبرامجه بالقبول الجماهيري.. فقد كان لنا في شبكة مساجدنا الدعوية شرف التواصل مع الدكتور طارق السويدان من خلال هذا الحوار الذي تم إجراؤه والمتمثل بطرح أسئلة مباشرة، قد تفضل علينا الدكتور طارق بالإجابة عليها، وإليكم ثمرة تلك المقابلة التي وضع فيها الدكتور النقاط على الحروف في الكثير من القضايا الهامة.. 1. هل النجاح في الحياة موهبة تصقل أم علم يدرس؟ إثبات أحدهما لا ينفي الآخر، فهناك من الناس من يمتلك ديناميكية الحركة وقوة العلاقات والمواهب ما تمكنه من النجاح دون الحاجة إلى دراسة علم النجاح، كما أن هناك من لديه الاستعداد لمنهجة أساليب النجاح لتحقيق نتيجة إيجابية لتحقيق أهدافه في الحياة، وهناك من يجمع الأمرين معاً: الموهبة وصقلها بالمناهج الإدارية المتخصصة في النجاح وأسراره، وأفضل لمن يمتلك الموهبة بأن يصقلها بالدراسة النظرية والخبرة العملية، ومن له خبرة أن يستفيد من النظريات العلمية. 2. من خلال أنشطتك المتعددة حول النجاح هل لك أن تذكر أهم القواعد العامة في النجاح؟ أود أن أركز هنا على بعض القواعد والتي من المفيد التذكير بها، فهناك التخطيط السليم وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات، وهذه تحتاج إلى امتلاك أدوات التخطيط السليم مع مراجعة دورية للخطة والقدرة على النقد الصادق مع الذات والاستعداد لتطوير أو تغيير الخطة حسب مؤشرات الأداء الواقعية، وهناك الميول الشخصية، فمن الصعب أن تنجح في مجال ليس لك به رغبة، ومن المهم هنا أن نؤكد على ضرورة التوازن بين الروح والعقل والعاطفة والجسد، وعدم إهمال بناء العلاقات التي هي مفاتيح مهمة للإنجاز واختصار الأوقات في كثير من القضايا، وهذه الأسباب تتوج بالإيمان العميق. 3. ما هي الأسباب وراء نجاح الشخصيات الإسلامية خصوصا وأنك درست وحللت العديد من الشخصيات عبر برامجك المميزة مثل سيرة الأئمة ونساء خالدات وسيرة بعض الصحابة الكرام؟ هذا الموضوع شدني جداً، وتأملت فيه كثيراً، وقد خصصت برنامجي المبدعون الذي عرض على قناة الرسالة في رمضان الماضي لأضع القواعد وأسرار النجاح في حياة الشخصيات الإسلامية التي تركت بصماتها في التاريخ وقد أسميتها رباعيات صناعة المبدعين وهي تتكون من أربعة مراحل: المرحلة الأولى: شعلة البداية 1- ذكاء وقاد 2- موهبة خاصة 3- ظروف خاصة - كاليتم أو الذي يحصل على تعليم مميز لم يتوفر لسواه 4- رعاية أو مساندة خاصة المرحلة الثانية: بلورة الاتجاه 1- تحديد الرغبة 2- تحديد المجال سواء أكان سياسيا أو علميا 3- التركيز والتخصص 4- تحديد الرؤية و الطموح المرحلة الثالثة: إكمال البناء 1- طلب العلم و صقل الموهبة 2- الاحتكاك بعظماء المتخصصين في هذا المجال 3- إرادة قوية 4- التدريب المستمر المرحلة الرابعة: العطاء الفذ 1. انجازات كبيرة و متتالية 2- إصرار يتجاوز العقبات 3- الأتباع - يجب أن يكون عندك تلاميذ يتعلمون على يديك لنشر علمك من بعدك 4- التوازن في الحياة - تتوازن في حياتك أي توازن بين العلم و العمل و العبادة 4. من خلال نظرتكم وخبرتكم ما هي الميادين التي يمكن أن ينجح فيها المسلمون المعاصرون أكثر من غيرها؟ المسلمون ممكن أن ينجحوا في أي مجال ولا أجد عائق ذهني أو فكري يحول بينهم وبين النجاح في كل المجالات، ولكني أعتقد أن البشرية اليوم تحتاج إلى جهود المسلمين في العلوم الإنسانية والاجتماعية خاصة وأن القرآن الكريم زاخر بالسنن والقواعد الربانية التي تتحدث عن النفس البشرية وهذا المنهج الرباني هي ما نحتاج اليوم لنبذل فيه جهود من أجل تقديمه للبشرية حتى تخرج من حالات القلق والشقاء الذي تعيش فيه. 5. لا شك أن حسن الإدارة عنصر هام في نجاح العمل، فهل ميدان الدعوة والإرشاد في مجتمعاتنا العربية قائم على إدارة وتخطيط أم انه مجرد اجتهادات فردية؟ من الصعب بعد كل تلك السنوات أن تقول أن ميدان الدعوة والإرشاد لا زال يقوم على الاجتهادات الفردية، بل إن مؤسسية العمل الإسلامي واضحة جداً، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير نجاح المشاريع الإسلامية سواء في المؤسسات المالية أو المؤسسات السياسية والبرلمانية، والمؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية إلا من خلال العمل المؤسسي القائم على التخطيط المنظم الذي لا يتردد في استعمال أحدث النظريات العلمية في فن إدارة الموارد البشرية لتحقيق ما فيه مصلحة للدعوة، وهذا لا يعني أنها ليست بحاجة لمزيد من التطوير والتنظير والخبرة. 6. كيف تفسر نجاح بعض الدعاة مع عدم تخصصهم في العلوم الشرعية بينما لا ينجح الكثير من المتخصصين في ذلك؟ فلنفرق هنا بين أمرين، بين المضمون وبين الوسيلة التي يقدم بها هذا المضمون، فهناك من هو غير متخصص في العلوم الشرعية و يقدم قيم الإسلام الجميلة بشكل معبّر وجذّاب مثل الأسلوب القصصي أو الحواري الشيق مع إتقان فن التقديم والإلقاء لكنه لا يقتحم ما لا يفهم فيه مثل الإفتاء، وهذا أمر مطلوب ليس من علماء الأمة، بل من جميع المسلمين، فالمسلم مطالب ولو بتبليغ آية من كتاب الله، وهذا يختلف عن قضية الإفتاء أو الاجتهاد في مسائل شرعية متخصصة ودقيقة هي من اختصاص العلماء. 7. كما أن للنجاح عوامل مساعدة فلا شك أن هناك عوامل معرقلة للنجاح ولو أخذنا جانب الإصلاح الديني فما هي العوامل المساعدة في ذلك وما هي العوامل المعرقلة؟ من العوامل المساعدة في النجاح في جانب الإصلاح الديني تبنى التيسير على الأمة والدعوة لمنهج الوسطية ومراعاة مقتضى الأعمال وترتيب الأولويات، فلا يعقل أن نثير قضايا هامشية أو مفرقة في وقت تحتاج فيه الأمة إلى الوحدة والتكاتف، فصناعة الأعداء أمر سهل، لكن الالتقاء على الثوابت العامة، وتوجيه الطاقات للبناء، وتفويت المصالح الصغرى من أجل المصالح الكبرى هي القاعدة التي يجب أن يلتقي حولها الجميع، وهذا لا يتم دون وجود روح التسامح وصفاء القلوب والتطوير المستمر والتعاون الجماعي ورفع مستوى التنسيق من أجل عدم تكرار الجهود والتركيز على الإبداع والتجديد. 8. كيف تقيم الشباب المسلم من حيث إدارة الوقت، القابلية للتغيير نحو الأفضل، ترتيب الحياة التخطيط الإستراتيجي؟ في هذا الزمن يفخر المحب لدين الله عندما يرى ويشاهد ما يفعله الشباب المسلم، فكما أن كثيرا من الناس بلا هدف ولا غاية في الحياة، ويقضون أوقاتهم إما في تحصيل الرزق أو في الترفيه وهدر الأوقات في أضعف الإيمان في المباحات دون نتائج فعالة. أما الشباب المسلم فتدفعه غاياته الكبرى إلى الاستغلال الأمثل للأوقات، ولدينا في مركز الرواد في الكويت تجربة جداً ثرية في صناعة قيادات شبابية قادرة ليس فقط على التخطيط والتنظيم، بل على إبداع مشاريع دعوية جديدة ومبتكرة تضاف إلى رصيد التجربة الإسلامية، وهنا لا بد من التدريب المحترف على إدارة الوقت والتغيير وترتيب أولويات الحياة والتخطيط المتمكن، فهذا يضيف الكثير إلى ما يتمتع به الشباب المسلم من إخلاص وبذل واندفاع وتضحية. 9. ما هي أكثر المشاكل تعقيدا تعرضت لها وأنت تسعى لنشر ثقافة النجاح والإبداع؟ المشكلة أن الناس دائماً عدو ما تجهل، ولذلك، فمن الطبيعي وأنت تسعى للتغيير نحو الأفضل، أن تواجه بنوع من الرفض والصدود، ويتنوع هذا الرفض من النقد الهادف الهادي والمفيد إلى الرفض العنيف والقاسي، وحتى إلى الافتراء ونسبة ما لم أقله ليست رغبة في كتم صوتي ومنع فكري، وإنما رغبة في محاربة الجديد الذي يهدد أنصار الجمود والتقليدية، على الرغم من أن التغيير قاعدة ربانية، والله سبحانه وتعالى يقول: "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". 10. الرأي السائد هو تخلف المسلمين عموما في زمننا المعاصر مقارنة مع غيرنا من الأمم، فهل ترى أن نهاية هذا التخلف قريبة أم أنه أمر مستبعد ويحتاج إلى وقت طويل؟ أنا من مدرسة التفاؤل، وهذا التفاؤل ليس مجرد شعور فقط، بل كما أراه مبني على مؤشرات إيجابية نراها في الأمة، ومكامن النهوض في الأمة الإسلامية واضحة للعيان، ومن المهم نشر ثقافة التفاؤل وتحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع، فأنا لا أؤمن بإطلاق النظريات، بل أؤمن بإطلاق المشاريع المعبرة عن نظريات التغيير للأفضل في حياة الأمة، وفي اعتقادي فإن الأمة في سبيلها للنهوض وستكون منافسة بعون الله للأمم العظمى بحلول عام 2030 وما ذلك على الله بعزيز. 11. ما هي الطموحات التي يسعى الدكتور طارق لتحقيقها في: أ- المجال الإعلامي ب- التأليف ج- مجال الدعوة والثقافة الدينية ؟ تحقق الجزء الأكبر من طموحاتي في المجال الإعلامي مع قناة الرسالة الفضائية التي أعتبرها قفزة كبيرة جداً في العمل الإسلامي ووسائله، وكما أسعى إلى بذل مزيد من الجهد في مجال التأليف وتصنيف الكتب حسب المنهج الجديد الذي يحول القراءة إلى متعة بصرية وليس إلى حشو ممل للكلام والمشاريع في هذا الميدان كثيرة جداً والحمد\ لله فإن الإقبال على مؤلفاتي السابقة تشهد إقبالاً متزايداً سواء في الطبعات القديمة أو الجديدة. 12. ما هي الأمور التي تحفز الدكتور طارق للعطاء والإبداع؟ من الأمور التي تحفز الإنسان للعطاء هو أن تكون غاياته كبيرة وأهدافه لتحقيق هذه الغايات واضحة وخطط لها بشكل جيد، كما أن المعاناة التي تعيشها الأمة تعتبر بمثابة الوقود والتحدي التي تدفع الإنسان للمزيد من العطاء والأمل ضمن ثقافة التفاؤل التي سبق وتحدثنا عنها، كما أن أي نجاح لأي مشروع دعوي لا شك سيدفع بالمزيد من التحفيز لإطلاق مشروع آخر، والحسنة من الطبيعي أن تتبعها الحسنة. 13. من أين يبدأ إصلاح المجتمع العربي؟ الإصلاح يبدأ من تحديد أماكن الخلل، ثم وصف الدواء المناسب لطبيعة هذا الخلل.. فإذا ما كان الخلل سياسي فيحتاج إلى إصلاح سياسي، وإذا ما كان الخلل اقتصادي فيحتاج إلى إصلاح اقتصادي ولأن الخلل عندنا في جميع الجوانب فنحن بحاجة إلى خطة إستراتيجية طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى لمعالجة كل جوانب الخلل، كما أن لكل أنواع الإصلاح لكي تنجح لابد من توفر البيئة المساندة لها، وهي تكمن في محورين: الأول: إصلاح التعليم وأطالب أنا بثورة على مناهج التعليم وبناء شخصية الطالب، ومطابقة مخرجات التعليم لرؤية مستقبلية تحدد سبل النهوض بالأمة.. الثاني: إعلام هادف وبنّاء يصنع البيئة المناسبة للإصلاح ويدعو لها، ويقدم الدعم للمشاريع الإصلاحية، كما يسعى بقدر الإمكان على تحييد الأصوات التي تريد إبقاء الوضع متخلفاً كما هو عليه. 14. بحكم دراستك وعملك في بلاد الغرب ما هي الأشياء الجيدة التي لمستها عندهم بحيث أن أصلها موجود في شريعتنا الإسلامية؟ هناك كثير من القيم الإسلامية الأصيلة التي للأسف هجرناها ووجد فيها الغرب وسيلة للنهوض، ولا أريد الدخول في تفاصيل شكلية، لكن هناك قواعد عامة لابد للمجتمع منها، مثل حرية الرأي واحترام حقوق الإنسان، والمساواة في الفرص، ودعم المشاريع المبدعة واحترام العمل المؤسسي، وسيادة القانون، وقوة التعليم والمساهمة في العمل العام وشيوع العمل التطوعي ووجود الخطة الإستراتيجية للدولة واحترام النظام وإدارة الوقت وغيرها الكثير من القضايا التي تعتبر من القيم التي جاء بها ديننا منذ زمن طويل منقول للعبرة والفائدة من تجارب وخبرات الدكتور / طارق السويدان |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حوار مع الدكتور خالد باحاذق | د. وديع إلياس | أكاديمية الحوار والنقاش العام | 3 | 09-06-2019 03:23 PM |
حوار مع الدكتور / علي الحمادي | د. وديع إلياس | أكاديمية الحوار والنقاش العام | 1 | 09-01-2019 04:15 AM |
حوار مع رائد التنمية البشرية الدكتور / إبراهيم الفقي | د. وديع إلياس | أكاديمية الحوار والنقاش العام | 5 | 01-29-2017 01:45 AM |
حوار مع الدكتور إبراهيم الخليفي | mẨřЎặm..εïз | أكاديمية الحوار والنقاش العام | 0 | 05-28-2012 12:48 AM |
حوار خاص عن نجاح وكفاح الدكتور / إبراهيم الفقي | د. وديع إلياس | أكاديمية الحوار والنقاش العام | 0 | 02-18-2011 08:52 PM |