|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
فَكَيْفَ يَعْرِفُ رُتْبَةَ غَيْرِهِ
قال الإمام الذهبي : الجَاهِلُ لاَ يَعلَمُ رُتْبَةَ نَفْسِه ، فَكَيْفَ يَعْرِفُ رُتْبَةَ غَيْرِهِ ******** قيل :الجاهل عدو نفسه ، ومن كان عدوًا لنفسه تعس وأتعس غيره **** ومنه البسيط ومنه المركب أما البسيط فقد عرفوه بـ(عدم العلم، مثلاً الأمية وعدم العلم بالقراءة والكتابة، وكذلك الذي يقرأ ويكتب ولكنه لا يعرف أحكام دينه، وهذا يسمى بالجهل البسيط، وهو نقص وعيب بالنسبة للمسلم وأما المركب وهو أشره وأشنعه : فهو (ذلك الذي لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم ) ، وهو مصيبة المصائب ونائبة النوائب ورحم الله من قال ما يبلغ الأعداء من جاهل =مايبلغ الجاهل من نفسه ***** وإليكم مقتطفات من محاضرة ألقاها سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مثواه (*) وترجع أسباب الضعف والتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عوامل كثيرة ، وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو : الجهل؛ الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية ، فصار العلم قليلا والجهل غالبا وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم ، ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون (*) .. فالجهل داء عضال يميت القلوب والشعور ويضعف الأبدان والقوى ويجعل أهله أشبه بالأنعام لا يهمهم إلا شهوات الفروج والبطون وما زاد على ذلك فهو تابع لذلك من شهوات المساكن والملابس . فالجاهل قد ضعف قلبه وضعف شعوره وقلت بصيرته ، فليس وراء شهوته الحاضرة وحاجته العاجلة شيء يطمح إليه ويريد أن ينظر إليه . وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت وهذا الوهن الذي ورد في الحديث إنما نشأ عن الجهل الذي صاروا به غثاء كغثاء السيل ، ما عندهم بصيرة بما يجب عليهم بسبب هذا الجهل الذي صاروا به بهذه المثابة فقد سيطر الوهن عليهم واستقر في قلوبهم ولا يستطيعون الحراك إلى المقامات العالية والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته؛ لأن حبهم للدنيا وشهواتها من مآكل ومشارب وملابس ومساكن وغير ذلك أقعدهم عن طلب المعالي وعن الجهاد في سبيل الله فيخشون أن تفوتهم هذه الأشياء |
|
|