العودة   أكاديمية التدريب الاحترافي > أكاديمية التدريب الاحترافي لتطوير الذات > أكاديمية إدارة الموارد البشرية
 

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2011, 06:33 AM
أم غلا غير متواجد حالياً
أم غلا
المراقبين
 


Thumb Yello المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية في الإدارة

ظهرت المدرسة الكلاسيكية والتي تمثل الرافد الاول من الفكر الاداري في اواخر القرن التاسع عشر, وتعتبر نتاج التفاعل
بين عدة تيارات كانت سائدة خلال هذه الفترة, وكان محور تفكير روادها يدور حول تقسيم العمل, وما يجب أن يكون لتحقيق الكفاءة الإنتاجية.

وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي :
1) النظرية البيروقراطية
2) نظرية الإدارة العلمية
3) نظرية التقسيم الإدارى


أولاً : النظرية البيروقراطية
تعتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس فيبر (Max ***er) هي البداية لنظرية التنظيم العلمية, وقد هدف فيبر من نظريته عن البيروقراطية إلى وصف الجهاز الإداري للتنظيمات وكيف يؤثر على الأداء والسلوك التنظيمي.

وكان فيبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي (Ideal Type) للتنظيم والذي يقوم على اساس من التقسيم الاداري والعمل المكتبي.

ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبياً لما تتضمنه من معان متعددة, وفق الهدف من استعماله, وذلك أن مصطلح البيروقراطية (Bureaucracy) يتكون من كلمتين Bureau بمعنى مكتب و Cracy بمعنى حكم, والكلمة في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب, وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل الإداري من خلال التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خلال هذا التنظيم, ومن جهة أخرى, فإن كلمة Bureaucrats تعني الموظفين المكتبيين, أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية والإدارية في المكاتب الحكومية.
وتتعدد معاني المفهوم في الاستعمالات التي شاع فيها, فعلى سبيل المثال :
1- قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخماً يتسم بخصائص ومميزات معينة.
2- وقد تعني مجموعه الإجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات الإدارية.
3- وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام, أو التنظيم الإداري الحكومي.
4- وقد تعني البيروقراطية الدور ( Role) الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ السياسة العامة في الدولة.
5- يمكن النظر إلى البيروقراطية من خلال خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية ( Hierarchical) في التنظيم الإداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل.
6- هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد (Rules) والإجراءات المحددة سلفاً.
7- قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في الإدارة وفي تحديد الوسائل التي تحكم التنظيم الاجتماعي بدقة.
8- قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدراً للروتين وتعقيد الإجراءات وصعوبة التعامل مع الجماهير.
9- ونحن نرى أن البيروقراطية تعني ذلك التنظيم الإداري الضخم الذي يتسم بتقسيم الأعمال وتوزيعها في شكل واجبات رسمية محددة على الوظائف, حيث يتم تنظيم العلاقات والسلطان بينها بأسلوب هرمي لتحقيق أكبر قدر من الكفاية الإدارية لإنجاز أهداف التنظيم.

والبيروقراطية كتنظيم إداري ضحم ترجع في نشأتها التاريخية إلى تواجد أقدم حكومة عرفها التاريخ في الحضارات القديمة, منذ الحضارة المصرية القديمة, حيث شهدة الإدارة المصرية القديمة خاصة في الفترة مابين ( 2900 – 2475 ق.م) تنظيما وتنسيقاً للجهاز الحكومي على درجة عالية من الكفاءة يدل على مدى تقدم الإدارة آنذاك.

وفي عهد الإمبراطور شن الكبير الذي يرجع تاريخه إلى عام 2200ق.م. كانت الإدارة في الصين القديمة على مستوى عالي من التنظيم الحكومي. وفي فترة مابعد القرن السابع قبل الميلاد, شهدت الإدارة الصينية, في عهد كونفوشيوس وغيره من فلاسفة الصين, أستقراراً سياسياً واجتماعياً وإدارياً نتيجة لتطبيق القوانين, ونتيجة لتطبيق نظم الامتحانات في شغل الوظائف الإدارية.

ولقد عرفت الإدارة اليونانية القديمة بعض المبادئ الإدارية مثل مبدأ دوران الوظيفة كما عرفت مبدأ الخدمة العامة والذي يتمثل في التأكيد على أن المصلحة العامة تسمو على المصالح الشخصية, وهو مايعتبر من الخصائص المميزة للسلوك الإداري الجيد في ا لبيروقراطيات الحديثة.

وقد عرفت الإدارة الرومانية القديمة, خاصة, في الفترة مابين عام 500 ق.م. وحتى عام 14 ميلادية الكثير من التطورات التي كان لها الأثر الكبير في تنظيم الجهاز الحكومي تأثرت بها الإدارات الأوربية فيما بعد.

ولقد شهدت الحضارة الإسلامية الكثير من الممارسات الإدارية المتقدمة مثل اختيار الأفراد للوظائف العامة على أساس مبدأ الجدارة, كما فرقت بين عمالة (التفويض) وعمالة (التنفيذ) وهذه التفرقة هي التي عرفتها الإدارة الحديثة بصورة التفرقة بين الوظائف الإستشارية والوظائف التنفيذية.

كذلك عرفت الإدارة الإسلامية مبدأ تفويض السلطة وتقسيم العمل, كما طبقت مبدأ الشورى في نظم الحكم والإدارة.

مما سبق, يتضح لنا أن ظاهرة البيروقراطية قد تعلقت أساساً , وفق نشأتها التاريخية وظاهرة هذه النشأة ونموذها وأسبابها بالوظيفة العامة والإدارة الحكومية.

بيد أن البيروقراطية كموضوع يستثير عمة العلماء ارتبط بعالم الاجتماعي الألماني (ماكس فيبر 1864م - 1920م) والتي أثارت كتاباته عن البيروقراطية العديد من التعليات والمزيد من الأبحاث والدراسات.

دراسات ماكس فيبر
يكاد جميع الباحثون في العلوم الإدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر, فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية والإدارية, هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات, وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته الأساسية التي توضح لماذا يطيع الأفراد الأوامر التي تصدر اليهم ؟ ... ولماذا يقوم الأشخاص بأداء الأعمال وفقاً للتعليمات التي تنساب إليهم في حدود الأوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب الشرعية لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثلاثة أنواع.

النوع الأول : السلطة البطولية
النوع الثاني : السلطة التقليدية
النوع الثالث : السلطة القانونية الرشيدة.

وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه الأنواع, مع أعترافه بأن هذه الأنواع الثلاثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد.

كما أوضح في دراسته, أن النوع الأول يمارس السلطة من خلال المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد, ولذلك استخدم كلمة Charism وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى الإنسان بمواصفات غير عادية, وتمكنه من ممارسة سلطاته بالأسلوب الذي يحقق له قدراً هائلا من ضبط النفس, وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل. وقد أدى هذا إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤلاء القادة.

أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على " العلاقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خلال موقعة في التنظيم. وكثيراً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خلال العادات والتقاليد المتوازنة, وقد ضرب ماس فيبر في بحوثه الكثير من الأمثلة التي توضح هذه الأسلوب, ومن بينها الأساليب التي أدار بها الإقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة, وأوضح أن المراكز الإدارية كانت تنتقل بالوراثة من الأب إلى الإبن.

أما النوع الثالث, وهو ترشيد العلاقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خلال الشكل البيروقراطي للتنظيم وهو التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة, ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف الوحدات في المجتمعات المعاصرة, ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خلال مجموعة من القواعد والإجراءات. هذه القواعد والإجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته, وهذه المجموعة من القواعد والإجراءات التي تمارس من خلال المراكز التي تشغلها المستويات الإدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة, وهي التي أطلق عليها ماس فيبر كلمة بيروقراطية.

ويلاحظ عند الإطلاع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من الكفاية إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني لإنجاز الأعمال المكتبية والإدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة القائمة على التخصص وتقسيم العمل, وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات الإدارية الضخمة.


ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على الأسس التالية:
1- هناك مجالات للتخصص الوظيفي محددة رسمياً وثابته, وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجالات الوظيفية.
2- توزع النشاطات والأعمال اللازمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رسمية وبطريقة ثابتة ومحددة.
3- توزع السلطة اللازمة لإعطاء الأوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقاً لقواعد واضحة ومحددة, وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف, ونوع تلك السلطة.
4- هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي لا يعين في التظيم البيروقراطي إلا من كان مؤهلاً لأداء تلك المهام.
5- ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكلاً هرمياً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة, حيث تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا. ويسمح هذا النظام للعاملين أو المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى الإداري الأعلى منه بطريقة منظمة ومحددة, ويسود هذا التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة, العامة والخاصة على حد السواء.
6- تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم الاحتفاظ بالوثائق والمستندات, وعلى هذا الأساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات ووقائق (ملفات) يكونون مكتباً.
7- يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف, بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة, وعلى هذا الأساس فإن الأموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن تُفصل تماما عن الملكية الشخصية للموظف.
8- إن الإدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب, ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل نشاط وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام الأول بالنسبة لوقت الموظف ولا يمكن تأخيره لأداء أعمال خاصة.
9- تطبق الإدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي, كذلك تستخدم الإدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها, كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد والإجراءات كلما ارتفعت خبرته وكفاءته.

وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم نظرية مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي.

ومن ثم, فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم الإداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في الإدارة والسلوك التنظيمي, كل ذلك في إطار مايجب أن يكون, كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي, أهمها: السرعة, الإنضباط, الاستقرار , الاستمرارية, الدقة في تطبيق مبدأ التخصص, تقسم العمل, المعرفة في مسائل المستندات, الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي, الخضوع الكامل للرؤساء, تخفيض الإحتكاك بين الأفراد وتخفيض التكلفة الإنسانية والاقتصادية للعمل.

مما سبق, يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تماماً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها وبين انخفاض الكفاءة, وتعقيد الإجراءات في الأجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير.

الاتجاهات الحديثة في البيروقراطية
لقد خضع النموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي للعديد من محاولات التحليل الناقدة, ولقد تركزت معظم محاولات تقويم ونقد النموذج في إبراز أن التنظيم البيروقراطي وإن كان يوفر الموضوعية والرشد والانضباط والدقة والسرعة والاستقرار والاستمرارية للجهاز الحكومي وللمنظمات التي تنتهج نمطه, إلا أن الالتزام به يقود إلى آثار ونتائج غير متوقعة مناقضة للكفاءة التي افترض ماكس فيبر أن هذه النموذج يحققها.

وقد كانت معظم التحليلات الناقدة للنموذج, والموضحة للآثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه, تدور في إطار المنظمة الواحدة, وقد أوضحت هذه التحليلات أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط والاستقرار وزيادة القدرة على التنبؤ, فهي تؤدي أيضاً إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحلال الوسائل محل الأهداف النهائية, وإلى تقييد كفاءة الأداء, فهناك إذن, آثار سلبية غير متوقعة تترتب على الأخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم.

وكان ميرتون (Merton) في الأعوام 1939م وما بعدها, وسلزنيك عام 1943م وجولدنر عام 1954م. من أوائل علماء الاجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط ضعف, فقد كان فيبر يعتقد أن الإشراف الدقيق والرقابة التامة على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم, وتطبيق القواعد والتعليمات يؤدي إلى استقرار سلوك الأفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم البيروقراطي, وإلا أن ميرتون رأى في ذلك احتمالاً لانتشار الجمود في التنظيم وتغليب الوسائل على الغايات, أي أن التركيز على القواعد والإجراءات والتمسك بها قد يجعل الفرد يؤمن بهذه القواعد والإجراءات لذاتها باعتبارها هدفا يسعى إليه وليست مجرد وسيلة للوصول إلى أهداف التنظيم, وبالتالي تصبح مظاهر العمل البيروقراطي وشكلياته أهم من محتوى العمل, ويصبح التمسك بالإجراءات أهم من خدمة ورعاية مصالح المواطنين.

كما أن هذه النتائج غير المقصودة للتنظيم البيروقراطي قد تصل إلى الجمود والثبات حيث تؤدي شكوى المواطنين وتذمرهم إلى شدة تمسك الموظف بالتعليمات واللوائح خوفاً من المساءلة أي إلى مزيد من الجمود والروتين وبالتالي مزيد من الرقابة والإشراف.

وبينما يركز ميرتون على القواعد والتعليمات كنتيجة لإصرار الإدارة العليا على تحقيق قدر أكبر من الرقابة, فإن سلزنيك يركز تفويض السلطة, ولكن الهدف واحد, فكلاهما يسعى إلى إظهار كيف أن الرغبة في الرقابة واستخدام أساليب رقابية حازمة تؤدي إلى ظهور نتائج غير متوقعة بالنسبة للتنظيم. ويتفق سلزنيك مع ميرتون في أن تلك النتائج غير المتوقعة تنشأ عن المشكلات المتعلقة بوجود علاقات إنسانية متداخلة في التنظيم البيروقراطي, تلك العلاقات الإنسانية التي أغفل ماكس فيبر أهميتها في نموذجة المثالي.

ويشترك جولدنر مع ميرتون وسلزنيك في كونه يسعى إلى إبراز أثر التنظيم البيروقراطي وما يحدث فيه من نتائج غير متوقعة ولا مرغوبة بعفل خصائص التنظيم ذاتها. إذ أن رغبة الإدارة العليا في تحقيق الرقابة على نشاطات التنظيم وسلوك أعضائه تتبلور في تطبيق قواعد وتعليمات عامة. وعادة ما تنحو هذه التعليمات ناحية العمومية لتغطي معظم الاحتمالات مما يؤدي في النهاية إلى العجز عن مواجهة أي موقف خاص بفعالية, وكثيراً ماتقصر عن تغطية الحالات البسيطة بسبب إصرارها عن التفصيلات التي لا تدع مجالاً مناسباً لمرونة التصرف أو حرية الاختيار. وعندئذ يحث لدى أعضاء التنظيم عدم تفهم للأهداف, نتيجة لاستغراقهم في الاجراءات وبذلك تقل الانتاجية. وتنعقد المشكلة حين تعمد الإدارة العليا إلى رقابة أشد, وإشراف أدق, ومزيد من القواعد والتعليمات في محاولة لرفع هذه الإنتاجية المنخفضة فتكون النتيجة زيادة التوتر بين العاملين والصراع بينهم مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن التنظيمي.

وقد انتقد بيتر بلاو كغيره من علماء الاجتماع النموذج المثالي للبيرقراطية, وفند خصائصة, وقال: " إن إعادة النظر في هذه الخصائص يكشف عن تناقضات وعن اتجاهات متعارضة فيها, وأن الصورة التي رسمها فيبر لاتمثل خصائص البيروقراطية بصفة عامة, وإنما تمثل طرازاً خاصاً من المنظمات البيروقراطية ... ".

ولا شك أن انتقادات بيتر بلاو للنموذج المثالي للبيروقراطية, جعلت دراساته للبيرقراطية تضم أفكاراً تتسم كلها بقبول أثر العنصر الإنساني, وطبيعة العقلاقات الإنسانية على السلوك التنظيمي, كما أن اعترافه بالتنظيمات غير الرسمية إلى جانب التنظيمات الرسمية يمثل انحرافاً أساسياً عن خط التفكير الرئيس وعن مفهوم البيروقراطية المثالية عند ماكس فيبر.

وفي عام 1964م حاول عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل كروزير أن يرجع نقاط الضعف والنتائج السلبية غير المتوقعة لخصائص التنظيم البيروقراطي كما وضعها ماكس فيبر في نموذجة المثالي, إلى إغفال العامل الإنساني, وتركيز سلطة اتخاذ القرارات في أيدي فئه قليلة في أعلى المستويات الإدارية في التنظيم, وضغوط الجماعات غير الرسمية للعاملين لحماية أنفسم.

أما الكاتب الأمريكي أنتوني داونز في عام 1967م فقد قبل بفكرة النظام المفتوح أساساً لتعريف التنظيم البيروقراطي, على عكس نظرية ماكس فيبر التي لاتعترف بأثر المجتمع على التنظيم وتعتبره نظاماً مغلقاً لا يتأثر بالبيئة أو يؤثر فيها.

ولعل الصفة الأساسية التي تميز هذه الاتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية, هي إدخال العنصر الإنساني والبيئة المحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي.


نظرية الإدارة العلمية
إذا كانت النظرية الأولى من النظريات التقليدية وهي نظرية البيروقراطية قد نشأت في ألمانيا على يدي ماكس فيبر, فإن نظرية الإدارة العلمية قد نشأت وتطورت في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين 1900م – 1925م, على يد مجموعة من المفكرين يأتي في مقدمتهم فريدريك تايلور الذي يعتبر المنظر الرئيس لأفكار هذه الحركة.

وقد تطورت حركة التصنيع في بداية تلك الفترة نظراً لتوافر الموارد الطبيعية اللازمة وكفاية أعداد العاملين, وكثرة الأسواق الداخلية وأتساعها بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في أسواق التصدير. الأمر الذي جعل المنتجين يركزون على مشكلات الإنتاج حيث لم يكن التسويق يمثل مشكلة بالنسبة لهم, وقد ساعدت التعريفية الجمركية آنداك على تشجيع الصناعة وسرعة نموها.

ومن العوامل الأساسية التي ساعدت على النهضة الصناعية في ذلك الوقت, واضطراد الاختراعات العلمية الحديثة وتطور التقنية من ناحية, وظهور فئة من المنظمين الذين تخصصوا في عمليات الإدارة والتنظيم, وبرغم كل تلك الظروف والعوامل المساعدة, فقد كان الإسراف وانخفاض الإنتاجية الصناعية يميزان المؤسسات والمنشآت الصناعية. وكانت رواتب العمالة زهيدة ومختلفة من مصنع لآخر للحرفة نفسها وبالمدينة نفسها وذلك لعدم توافر قاعدة علمية لتقدير الأجور العادلة, ولم يكن هناك تدريب للعاملين, فصاحب العمل كان يهدف إلى زيادة الربح بشكل كبير وذلك عن طريق تخفيض أجور العمال قدر الإمكان ودون أي اهتمام بالعامل من النواحي النفسية أو التحفيزية, ولم تكن هناك معايير لتقويم إنتاج العامل كأساس لتحديد الأجور.

وقد استرعى ذلك أنظار عدد من المفكرين من أمثال فريدريك تايلور وهارنجيتون وايميرسون وهنرى جانت وغيرهم .. , فقد بدأوا يفكرون في أسباب انخفاض الإنتاجية الصناعية, وكفاءة العمل الإداري, وكيفية التواصل إلى حلول لهذه المشكلات.

ومن هنا بدأ التفكير في تقديم نظرية للإدارة تساعد على تقديم الحلول لمشكلة الإنتاجية, وفي هذا الإطار التاريحية والاجتماعي ظهرت نظرية الإدارة العلمية لتكون انعكاساً صادقاً لطبيعة المجتمع والظروف التي ظهرت فيها النظرية, والتي يعتبر فريديك تايلور(1856م-1915م) هو المؤسس لها.

انصرف اهتمام تايلور إلى محاولة تحقيق كفاية أداء العنصر البشري والامكانيات المادية المستخدمة في الإنتاج وترتيب أدوات الإنتاجية ترتيباً منطقياً عن طريقة دراسة الوقت والحركة.

وتهدف هذه الدراسة التي أصبح يطلق عليها "حجر الأساس في تحقيق الكفاية الإنتاجية" عن طريق الاستغلال الأمثل للقوى البشرية والموارد المادية إلى تقرير الحركات الضرورية للعامل الممتاز لكي يؤدي العملية الموكولة إلى في أقصر وقت بأقل جهد ممكن, ثم يدرب باقي العمال على هذه الحركات نفسها حتى يتقنوها.

وفي كتاب "مبادئ الإدارة العلمية" عرف تايلور الإدارة بأنها "المعرفة الصحيحة لما يراد من العاملين أداؤه, ثم التأكيد بأنهم يعملون بأحسن الطرق وأقلها تكلفة".

وقد كان تايلور يرى أن مشكلة الأداء تتلخص في أن الرؤساء والمشرفين لا يعرفون بصفة قاطعة معدل إنتاج مرؤوسيهم, كما أن العامل لا يعرف المطلوب منه أداؤه من حيث الكم والكيف, ولحسم هاتين المشكلتين أكد تايلور على إتباع الأسلوب العلمي التالي :

- التحديد الدقيق لكل عنصر في عمل الأفراد, ويعني ذلك دراسة طرق العمل على أساس علمي لكل وظيفة عن طريق تحليل خطوات العمل واستبعاد غير الضروري منها وتحديد الحركات الضرورية لأداء العمل والوقت المحدد لإنجازها.
- اختيار العمال وتدريبهم بطريقة علمية ووضعهم في المكان المناسب, حتى يؤدي كل عامل عمله بأعلى قدر ممكن من الكفأءة.
- استخدام الحوافز المادية لحث العاملين على أداء العمل بالطريقة المطلوبة وبالسرعة والمعدل المطلوبان.
- الإشراف الدقيق على العاملين لإنجاز الأعمال والقضاء على الإسراف واتخفاض والإنتاجية وبذلك تركزت أفكار نظرية الإدارة العلمية عند مستوى العامل الصناعي أو مستوى الإنتاج.

وواضح أن إصرار تايلور على استخدام الطريقة العلمية في الإدارة, وعلى ترشيد العملية الإدارية واختصار الوقت الضائع والخطوات غير الضرورية منها, هو في واقع الأمر إصرار على تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وإضرار أيضا على استنزاف جهد العامل وفكره وإمكاناته من أجل زيادة الإنتاج.
وهكذا راجت نظرية الإدارة العلمية وبدأ التسابق على الأخذ بأصولها وخاصة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وهكذا أن هذا الأسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال الإدارة كان له بعض الجوانب السلبية, فإصرار المنظمات على الأخذ بأصول الإدارة العلمية حرصاً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة الإنتاج والأرباح سنوياً, جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط الإنتاج تماماً كالآلة, تحسب عليه حركاته, ويعمل وفقاً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل, وتقتل المبادأة والابتكار والطموح, وقد أدى ذلك إلى مقاومة العمال لهذا الأسلوب, فقد تبينوا أنهم مجرد آلات وأن الهدف الأساسي للإدارة العلمية هو زيادة الإنتاج على حسابهم, فعارضوا تطبيقها, ودخلت النقابات العمالية, وأخيراً تدخلت الحكومة الأمريكية لمنع تطبيق مبادئ الإدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح.

والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية الإنتاج والاقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على المشروع, ولجذب الانتباه إلى زيادة الإنتاج, لدرجة أن دراسة الإدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة المصنع, بينما أهملت الاعتبارات المتصلة بالجوانب الاجتماعية والإنسانية للعاملين فيه.

ونلخص من هذا العرض لنظرية الإدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكلاسيكية المثالية التي تصف مايجب أن يكون, وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل , وأهملت الإنسان والعلاقات الإنسانية داخل التنظيم, كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل الإنتاجي على مستوى المصنع, ولم تعط الاهتمام الكافي لحقيقة التفاعل والتبادل بين التنظيم والمجتمع المحبط به, فلقد أغفلت النظرية الأثر الذي تحدثه التغيرات المستمرة في المجتمع على أداء التنظيم وتكوينه.

وبرغم سلبيات هذه النظرية, فلها إيجابياتها, إذ أنها تمثل جهد الرعيل الأول في التفكير العلمي , كما أنها قد تصدت للمشكلات الإدارية بسلاح العلم, والأساليب العلمية, واتخذت من البرمجة أسلوباً, فأبدعت في دراسة الوقت والحركة, وهي أدوات التحليل الحديث في كل دراسات الزمن والحركة, وأساس التنظيم والأساليب.


نظرية التقسيم الإداري
إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساساً لعمليات التنظيم والتصميم الإداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة, حيث إن هنري فايول فرنسي, وليندال أرويك بريطاني, أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ الإدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة, وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقاً وتجريداً من نظرية الإدارة العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساساً لإيجاد علم إداري.

هنري فايول ( 1841م – 1925م)
لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو الآخر مهندساً , بأنه كان من بين الكتاب الأوائل الذين حاولوا تطوير نظرية عامة للإدارة لأنه كان يشغل منصباً إداريا, بينما كان تايلور يعمل في خط الإنتاج, ومن ثم اهتم فايول بوظائف الإدارة على المستويات المختلفة, وحاول يطور نظاماً فكرياً إدارياً يمكن تعليمه ودراسته.

فعلي حين شغلت الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة الإنتاجية للعامل في المصنع, كانت هناك محاولات مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة للإدارة, اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام 1916م تحت عنوان " الإدارة الصناعية والعامة ".

ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى الإنجليزية حتى عام 1929م في بريطانيا, وعام 1949م في الولايات المتحدة الأمريكية. وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك وليندال أرويك عام 1937م.

وقد كتب فايول كأحد العاملين بالإدارة, ومن هنا قدم خبراته الطويلة وملاحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس الإدارة, ولعل أهمية كتاباته في الفكر الإداري الحديث تكمن في تحليلاته العميقة للنشاط الإداري, وفي إيمانه القوي بوجود مبادئ للإدارة تتميز بعموميتها, ووجوب تدريسها. فلقد اهتم فايول بالإدارة في قطاع الأعمال, ولما كانت الأصول العامة للإدارة يمكن أن تسرى في ميداني الإدارة العامة وإدارة الأعمال, ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصاً لآرائه التي اثرث الفكر الإداري.

لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة الأعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة, , وهي على النحو التالي :
1-النشاطات الفنية ( الإنتاج والتصنيع).
2- النشاطات التجارية ( المشتريات, المبيعات والتبادل).
3- النشاطات التمويلية ( الموارد المالية , الاستثمارات والمصروفات).
4- النشاطات الأمنية ( الممتلكات والأشخاص).
5- النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف والإحصاءات).
6- النشاطات الإدارية ( التخطيط , التنظيم والتوجية, التنسيق والرقابة).

وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها. كما أكد على أهمية النشاطات الإدارية بالنسبة للوظائف العليا, فإذا استطاع الإداري القيام بهذه المهام الإدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة.

ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية:
1) صفات الإداريين وتدريبهم.
2) الأسس العامة للإدارة.
3) وظائف الإدارة.


أولاً : صفات الإداريين وتدريبهم
يرى فايول أن الإداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها, وهي صفات جسمية وصفات ذهنية وصفات أخلاقية, يضاف إليها سعة إطلاع المديرين وثقافتهم العامة. وأشار فايول إلى أن أهمية هذه الصفات نسبية , وأن القدرات والمهارات الإدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم الإداري, في حين تكون القدرات والمهارات الفنية مهمة في المستويات الإدارية الوسطى والدنيا.

ثانياً : الأسس العامة للإدارة
مع تسليم فايول بأن أسس الإدارة مرنة ولا تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة, فقد وضع أربعة عشر ( 14) مبدأ من مبادئ الإدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكداً أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها وسار عليها, وهذه المبادئ هي :

1- تقسيم العمل : ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به الاقتصاديون كضرورة للاستخدام الأمثل للقوى العاملة, ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات الإدارية والفنية.
2- السلطة والمسؤولية : أوضح فايول الارتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية, وأن الأخيرة موزاية للسابقة منبثقة عنها, ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته, والسلطة الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
3- الإلتزام بالقواعد : وهي في نظر فايول احترام الالتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر الاحترام, ويقرر فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات.
4- وحدة الأمر / وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه الأامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير.
5- وحدة الإتجاه : ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة, وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط لا بالأفراد.
6- خضوع الأفراد للمصلحة العامة : وهذا المبدأ يتطلب من الإدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة العامة أو الأهداف العامة للمنظمة, وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته.
7- المكافآت : يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات.
8- المركزية : ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها, وهذا المدى يتختلف من منظمة لأخرى, وتحكمة ظروف وعوامل متداخلة في الموقف الإداري, ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة.
9- تسلسل القيادة : يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي.
10- النظام : ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين، نظام مادي يعني بوضع الآلات والأدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل, ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان المناسب, كما يتهم بتنسيق الجهود, وتحقيق الانسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم.
11- العدالة : يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على ولائهم وانتمائهم, وأن يلتزم كل منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه.
12- الاستقرار الوظيفي : ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة, كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة هي المنظمات المستقرة.
13- المبادأة : المبادأة عند فايول تعني المبادرة لإعداد الخطط وكيفية تنفيذها, ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح الإبتكار.
14- العمل بروح الفريق : يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية الاتصالات الفعالة, والتعاون بين الرئيس والمرؤوسين بما يكفل أداء الأعمال بكفاءة وفاعلية. وهو مايرتبط بقدرة القائد الإداري على التأثير في سلوك العاملين.

ثالثاً : وظائف الإدارة : حيث يرى فايول أن وظائف الإدارة تشمل على :
1) التخطيط
2) التنظيم
3) التوحيه
4) التنسيق
5) الرقابة

وقد كرس هنري فايول جانباً من اهتماماته كممارس للإدارة لمناقشة هذه الوظائف. وقد كان لأفكاره وما تركته من أثر مميز في الفكر الإداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية لا تقل عن أهمية الأثر الذي تركته أفكار فريدريك تايلور في الفكر الإداري الأمريكي.

لوثر جوليك
أسهم الكاتب الأمريكي لوثر جوليك في تطوير الإدارة من خلال تقديمه لنموذج (Posdcorb) والذي يرمز إلى المهام التي يمارسها القائد الإدارية . وكلمه (Posdcorb) تمثل الحروف الأولى من الكلمات الآتية : تخطيط , تنظيم , إدارة أفراد, توجيه , تنسيق, عمل التقارير, عمل إعداد الميزانية.

ويرى البعض أنه إذا أحسن المدير استخدام هذه المهام الإدارية كان قائداً إداريا ناجحاً , فإذا أحسن التخطيط على أساس من بعد النظر وسعة الأفق وحسن الاختيار بين الوسائل المتعددة والحلول الممكنة, وتوافرت لديه ملكة التنظيم التي تجعل منه منظماً ماهراً, وكان تعامله مع مرؤوسيه على أسس سليمة قوامها التنسيق التام بين نشاطاتهم ومهامهم, وأقام نظاما للاتصالات يسهل نقل المعلومات والبيانات من خلال نظام محكم للتقارير, وأحسن التصرف في الإعتمادات المالية وأوجه صرفها ... كان قائداً إدارياً ناجحاً.


ليندال أرويك
تمثل أسهامات عالم الإدارة الانجليزي ليندال أوريك في تطور الإدارة من خلال عرضه لأفكار كتاب الإدارة وماتوصلوا إليه من مبادئ إدارية, وصياغة هذه المبادئ وعرضها في صورة مبادئ عامة لتحقيق الكفاية الإدارية وخاصة في مجال الإدارة العامة.

وقد حرص كل من لوثر جوليك وليندال أرويك على التأكيد على أهمية بعض المبادئ في عملية التنظيم , ومن هذه المبادئ :
1) وحدة الأمر.
2) الاستعانة بالخبراء الاستشاريين.
3) تقسيم الإدارات والأقسام بأسلوب يحقق الهدف من التنظيم.
4) توازن السلطة والمسؤولية.
5) نطاق الإشراف.
6) تناسب الأشخاص مع الوظائف في الهيكل التنظيمي.

ويعتبر كتابهما (أبحاث في علم الإدارة) من أكثر الجهود العلمية تعبيراً عن المنهاج التقليدي في بحث وتحليل موضوع الإدارة والتنظيم.

جيمس موني و آلان رايلي
كان كل من جيمس موني وآلان رايلي من رجال الأعمال الأمريكيين, وقد كانا أيضاً معنيين بالوصول إلى المبادئ الإدارية العامة حيث اعتمدا على خبرتهما في مجال الصناعة, وعلى دراستهما للتنظيمات الميدانية والعسكرية لاستخلاص مبادئ التنظيم الرسمي التي وجدا أن تطبيقها لا ينحصر فقط في إدارة الأعمال بل يشمل المجالات المختلفة.

وتعكس هذه المبادئ التنظيمية والخبرة العلمية وأسلوب التكفير التطبيقي, وتكون في مجموعها تمثيلاً حياً على نظريات التقسيم الإداري, وهذه المبادئ هي :
1) مبدأ التنسيق : ويقوم هذا المبدأ على أساس توفير وحدة العمل في سبيل تحقيق هدف محدد, ويعتمد على نجاح هذا المبدأ ليس فقط على استخدام السلطة فحسب, بل أيضاً على وجود روح التعاون والحالة المعنوية بين أفراد التنظيم.
2) مبدأ التدرج الهرمي : ويؤكد هذا المبدأ على تدرج السلطة والمسؤولية من القمة إلى القاعدة في شكل هرمي. وينطوي هذا المبدأ على العمليات الفرعية التالية : القيادة-تفويض السلطة – تحديد الوظائف.
3) المبدأ الوظيفي : ويشير إلى أهمية التخصص الوظيفي ويمكن على أساسة تقسيم العمل وتنظيمه.
4) المبدأ الاستشاري : وهو يعنى بالاستعانة بأهل الخبرة, وتحديد دور الاستشاريين في تقديم النصح والإرشاد. بينما يتحمل التنفيذيون المسؤولية عن النتائج وبالتالي تفوض لهم السلطة التنفيذية.

يتضح مما سبق أن نموذج موني ورايلي يتبع الأسلوب الكلاسيكي في تركيزه على الأركان التنظيمية الأساسية التالية :
1) الهيكل الرسمي .
2) التخصص وتقسيم العمل.
3) تدرج السلطة.
4) نطاق الإشراف.

وهكذا , يتضح أن نظريات التقسيم الإداري قد ركزت على تقسيم التنظيم إلى إدارات وبالتالي فهي تهتم بتكوين الهيكل التنظيمي, ولا يزال هدفها هو تحقيق الكفاءة.

وتتفق نظريات التقسيم الإداري مع نظرية الإدارة العامة العلمية في الأساس الفكري, إلا أنها تختلف عنها في نطاق التطبيق حيث ركزت على المستوى الإداري للتنظيم, بعكس نظرية الإدارة العلمية التي ركزت على المستوى الفني أو الإنتاجي.






رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إتخاذ القرارات الإدارية (انواعها ومراحلها) أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 41 06-14-2024 08:13 PM
مقدمه عن الإدارة أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 2 05-31-2024 05:21 AM
مدارس الإدارة ونظرياتها أم غلا أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية 43 11-23-2023 10:09 PM
الحاجه إلى الإدارة أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 1 11-16-2023 08:07 PM
الحاجة إلى الإدارة أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 0 12-04-2011 05:53 PM

Free counters!