خلاصة اختلاف التدريب عن التعليم
التدريب له طابعه الذي يختلف عن التعليم، ويرتكز هذا الاختلاف أساسا إلى أن التدريب
يستهدف إكساب الفرد المعرفة والمهارة والسلوك المرتبط مباشرة بدورة الوظيفي، وبما يرفع من مستوى إنتاجيته في العمل.
ولهذا فإن برامج التدريب تتجه بشدة نحو تحقيق هذه الغاية سواء في محيط تصميم البرامج أو إعداد المادة التدريبية أو في اختيار نوعية أساليب التدريب، ذلك أن محور نجاح التدريب هو تنشيط عملية التعلم الفردي وتوجيهها نحو الغاية المستهدفة من خلال مواقف تفاعل تعين الفرد على اكتساب المهارات وتنمية السلوك المرغوب فيه.
وبالرغم من قيام التدريب على مستوى الدولة (معهد الإدارة العامة) بتقديم برامج إعدادية في إطار قيام التدريب بدورة المعاون لتنظيم التعليم الرسمي - وذلك لتضيق الفجوة بين ما يقدمه تنظيم التعليم وما تحتاجه إعداد القوى العاملة من خلفية علمية وثقافية إدارية لها ارتباطها بالأدوار الوظيفية، إلا أن البحوث والدراسات التي تمت حديثا - في مجال دافعية العمل واتجاهات العاملين - لتشير بوضوح إلى الحاجة الماسة إلى برامج تدريبية تؤكد على تنمية مهارات القيادة الإدارية والإشراف، وتنمية اتجاهات العمل الجماعي وروح الفريق، وتنمية سلوك التفاعل المنشط لدافعية الإنجاز في علاقة الرئيس بالمرؤوس، وغيرها من مهارات وسلوك العاملين في مستويات التدرج التنظيمي المختلفة، وبما يؤكد قيام المناخ الوظيفي السليم في تنظيم العمل ويدعم بالتالي من كفاءة الأداء ورفع مستوى الإنتاجية، كما تظهر لنا الحاجة إلى ارتباط التدريب وتكامله مع أنشطة الاستشارات والبحوث، بما يمكن معه من مواجهة كثير من معوقات كفاءة وفاعلية التدريب - سواء فيما يتعلق بتنشيط عملية التعليم الفردي للمتدربين داخل قاعات التدريب أو تذليل العقبات التنظيمية في مواقع العمل التي تحول دون نقل المتدرب للمهارات والسلوك السابق اكتسابه إلى مجالات العمل وممارسة مهامه ومسؤولياته.
وحيث تدعوا الحاجة إلى التدريب وتطوير برامجه، وجب علينا أن ننظر في عوامل كفاءة التدريب وفاعليته في إطار نظرية التعلم وتطبيقاتها الحديثة في التدريب وبما يؤصل لدينا شروط تناول كل عناصر العملية التدريبية من متدرب - ومدرب - ومواقف تدريب - ومادة تدريبية.