حوار مع رائد التنمية البشرية الدكتور / إبراهيم الفقي

[د. وديع إلياس]

حوار خاص مع رائد التنمية البشرية الدكتور / إبراهيم الفقي

شخصية جذابة .. محيرة .. مختلفة .. مليئة بالرغـبة في النجاح .. تحدي لكل الظروف والصعاب .. بدأ سُلم النجاح كغاسل صحون .. وفي عام 1980 فقد وظيفته فوجد نفسه فجأة بلا عمل ولا يملك أي مورد ، وجد عملاً بسيطاً كمساعـد جرسون في مطعم صغير، قام بتسجيل نفسه في جامعة كاونكورديا بكندا للحصول على دبلوم في الإدارة وكان يعمل ليلاً مديراً لمطعم آخر ، تدرج في الوظائف حتى أصبح مديرا عاماً لأحد الفـنادق عام 1986 وقرر أصحاب الفندق إغلاقه فضاعت وظيفته على الفور للمرة الثانية ، التحق بدورات دراسية كثيرة بالمراسلة ، كان مدوناً للأفكار التي تخطر على باله في أي لحظة فوجد نفسه يمتلك أفكار تصلح موضوع كتاب يساعد كثيراً من الناس وحينئذ رفضت دور النشر تبني نشر كتابه . فـقام بنشره بنفسه من مدخراته البسيطة وباع منه خمسة آلاف نسخة في أقل من ثلاثة شهور ، قام بدراسة إدارة الأعمال - المبيعات - التسويق - الأديان - علم النفس - علم الاجتماع - علم وظائف الأعضاء - الميتافيزيقا - التنويم ، وحضر أكثر من مائتي حلقة دراسية ، قرأ أكثر من ألفي كتاب عن تطوير الذات ، حصل على 23 دبلوماً منهم 3 من أعلى الدرجات في مجال الإدارة والبيع والتسويق والسلوك الإنساني ، حـصل عـلى درجـة الدكــتـوراة في عــلم الميتافـيزيقـا مـن جامعـة ميـتـافـيزيقـا بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ، حاصل على عـدة مراتب شرف عالمية من الدرجة الأولى في السلوك البشري والإدارة والتسويق ، شغل منصب المدير العام لعدة فنادق خمسة نجوم في مونتريال بكـندا ، مؤلف علم ديناميكية التكيف العصبي ، مؤسس علم قوة الطاقة البشرية ، له عـدة مؤلفات ترجمت على ثلاث لغات بالإنجليزية والفرنسـية والعـربية وحقـقت مبيـعات لأكـثـر من ملـيون نسخة في العالم ، مدرب معتمد في التنمية البشرية وفي البرمجة اللغوية العصبية لكبرى الشركات والمؤسسات العالمية وأخيراً وليس آخراً هـو مؤسـس المركز الكنـدي للتنمية البشـرية والـذي صُنـف أقوى خامس مركز تنمية بشرية في العالم .


وبعيداً عن أضواء الشهرة وفي إحدى الأماكن السياحية بمدينة الأقصر وسط أنغام الموسيقى الهادئة .. جلسة شاعرية .. لحظات تأمل .. ضحكات من القلب .. ووسط عـدد من فريق العمل وبعض من ممثلي شركة فيجن للتدريبات والمؤتمرات بقنا وكذلك أحد تلامذته .. وبعد انتهاء يومين من العمل الشاق في قـنا .. يـــوم أمسية عن كيفية مواجهة تحديات الحياة ويوم آخر برنامج تدريبي حول استراتيجيات التميز الوظيفي واللذان شهدا إقبال غير عادي من شباب قـنا الطموح .. كان لجريدة أخبار قنا السبق في إجراء حوار صحفي مع المحاضر والمدرب العالمي الدكتور إبراهيم الفقي .. رائد التنمية البشرية في العالم العربي . ،،

• الدكـتور إبراهيم الفقي .. كيف تبـدأ يومـك ؟

- يومي ببساطة شديدة أنا بنام بالليل الساعة عشرة ولا أتأخر في النوم ، ويومي حافل بأشياء كثيرة جدا ، أقوم يوميا الساعة 4 فجرا أصلي وأدعي لله سبحانه وتعالى وآخد الطاقة الروحانية من الصلاة وقراءة القرآن ثم أدخل في مرحلة التأمل لمدة ثلث ساعة تقريبا ثم ألعب رياضة داخل قاعة في بيتي مخصصها لممارسة الرياضة ، ثم أشاهد شرائط فيديو لأقوى شخصيات في العالم في التنمية البشرية وكل ذلك للحصول على طاقة روحانية وطاقة جسمانية وطاقة ذهنية وفكرية ، وكل هذا الوقت لمدة ثلاث ساعات يوميا كل صبح .. وعن طريق القراءة التصويرية أقرأ كتاب وهذه الطريقة أفضل من القراءة السريعة ، فالقراءة التصويرية هي مثلا حينما تقول اسمك ستجد في صوت داخلي يقرأ معاك ، الصوت الداخلي يعطلك 32 مرة عن الجزء البصري . لكن لو نظرت بعينك للكلمة فهي معروفة بالنسبة لك وليس في حاجة إلى قراءتها ، طالما تنظر للكلمة وأنت تعرفها فأنت غير محتاج للقراءة حتى لا تضيع وقـتـك وفي خلال أسبوع ستجد نفسك تستطيع أن تقرأ الكتاب قراءة تصويرية بشكل فعال وتنهي الكتاب في ساعة بفهم جيد جدا ، فالإنسان يفكر بالصور .. وبفضل الله كل يوم الصبح أقرأ كتاب وأطلع منه معلومات وأبدأ أنفذ خطوات جادة في أبحاثي . ففي كل طلعة شمس يصلني ألف إيميل تقريباً على البريد الاليكتروني ، أقسمهم مجموعات وبأختار مجموعات معينة أرد عليها ، واستكمل يومي في شغلي ومقابلاتي وتأليفاتي وفي الساعة 6,30 المغرب أنهي كل أعمالي ..

• حدثني عن والدك ووالدتك وأخوتك ؟

- الوالد والوالدة رحمهما الله تعالى أميين لا يعرفان القراءة والكتابة ، والدي كان بيأخدني معه في الشغل لأنه كان مقاول ناجح جدا جداً .. كان قدوتي لأن لديه القدرة على التفكير السريع والتحليل والتخطيط ونجاحه في عمله فتعلمت منه الكثير .. أما والدتي فوالديها توفوا وعـندها سنة وربوها ناس توفوا عـند سن 8 سنوات ، تزوجت على سن 16 سنة ، جدي كان قاسي على والدي جدا لكن تربينا تربية سليمة ، الأخوات 9 واحدة توفت ، 4 ولاد و 4 بنات ، أختنا الكبيرة تركت المدرسة مخصوص من أجل تربيتنا ، أخويا الكبير بيشتغل معايا محاسب ، أخويا الأكبر مني صيدلي يعمل معي أيضاً ، أخت في السعودية خريجة آداب قسم فرنساوي ، أخ أصغر مني مهندس ، أخت أصغر مهندسة زراعية ، أخت أخصائية اجتماعية ، الحمد لله كل إخواتي مكافحين .

• كيف عـشت مرحلتي الطفولة والشباب وهما من أحلى المراحل العمرية .. ؟

- حياتي من صغري كانت منقسمة أكثر من قسم ، والحمد لله ربنا كان بيوجهني ، جزء كبير في حياتي كان جزء رياضي من سن 6 سنين وأنا بحلم أكون بطل كبير ليس مجرد أن ألعب رياضة فـقط ، كان أحـد أصحابي بطـل لعبة " البينج بونج " فقررت أكون بطل مصر وكثفت التدريب بشكل قوي وبحثت عن التميز في كلامي وسلوكي بين أصدقائي ، وعـند اختيار الأصدقاء أختارهم أكبر مني حتى أستفيد منهم ، وفعلا حققت بطولة مصر تحت 12 و 14 و 18 سنة ، ومثلت مصر في بطولة العالم سنة 1960 في لعبة تنس الطاولة ووصلت فيها إلى مستوى عالي أما الجزء الثاني في حياتي كان حلمي أكون مسئول في أكبر فنادق العالم .
- وبالنسبة لفترة شبابي فترة شبابي عموما كانت فترة مليئة بالنشاط وكان عندي أصدقاء كثيرة جدا مقسمهم لمجموعات مثلا أصدقاء الرياضة في كل لعبة وكنت أجلس في مجالس المثقفين أتعلم منهم .. وكل نشاط أقوم به كان ينمي عضلة في مخي . فترة شبابي كان فيها جزء ديني وروحاني أما الجزء الرياضي كان قوي جدا لذلـك كنت أتدرب من 6 إلى 10 ساعات يومياً للحصول على بطولة عالمية ، أخذت بطولة الدول العربية ثلاث مرات ، حصلت على بطولة أفريقيا ومثلت مصر في بطولة العالم ، وفي دورة البحر المتوسط حصلت على مراكز متقدمة ، فمنذ صغري وعندي طموح عالي جداً أعلى من أي شخص وتعلمت من صغري لا أتكلم مع أحد عن أموري الشخصية ، لا أتكلم كثيرا ولا أتحدث عن أهدافي لأحد وأحتفظ بها لنفسي لأن ممكن الشخص الآخر يغير منها أو يستهزأ بها .. كنت أقول لنفسي باستمرار ( خلي الفعل يثبت أهدافي ) ليست بالكلام فكنت أضع أهداف للفعل ..
- وعن الدراسة كان عـندي مواد لا تخدمني كنت بأنجح فيها فقط لكن مثلا اللغة الانجليزية والجغرافيا والتاريخ تلك المواد التي أشعر بأن منها استفادة فعلية كنت أحصل فيها على الدرجات النهائية ، الحمد لله كنت متميز جدا ، دخلت فرق الكشافة وكنت الثاني على مصر ، فتميزت فيما هو يفيدني في الحياة .

• سمعنا أنك تقترح وضع ثلاث مواد جديدة على المدارس والجامعات .. فما هي ؟ وهل من السهل تدريسها ؟

- أريد ثلاث مواد عند أولادنا من الصغر : الأولى ( مادة الأهداف ) عن " تحديد الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها وكيفية الخروج للحياة " ، الثانية ( مادة فـن الاتصال ) عن " كيفية الاتصال بالشخصيات المختلفة سواء معبر أو قيادي أو ودود .. بصري ولا سمعي ولا حسي .. كيفية التعامل مع النفس ، أما الثالثة ( مادة قوة التحكم في الذات ) من خلال معرفة كيفية التعامل مع الغـير والتحكم في أعصابك حتى لا تضيع منك فرص بسبب العصبية .. فأنـا أتمنى أن أرى الثلاث مواد في كل مدرسة وجامعة ومعهد .
- بالطبع سهل جدا تدريس تلك المواد .. مثلا عندما تقول للطفل " نفسك تكون إيه ؟ " من غير كلمة أهداف وأحلام .. ببساطة شديدة الطفل يقول أكون مهندس مثلا .. قل له : أمسك ورقة وقلم وإكتبلي ثلاث أسباب " ليه عايز تكون مهندس " وبهذا الأسلوب أكون حصلت من الطفل على الهدف والرؤية والغاية والغرض ، وأبدأ أوضح للطفل مسمى كل شئ .. وبالتكرار يتعلم الطفل إن لديه هدف ويشتغل للحصول عليه . ولابد يكون مرن وملتزم ومتزن ومتحمل المسئولية .. والحمد لله أنا من صغري كنت متحمل مسئولية حياتي وبمجرد ما كبرت بدأت أشتغل حتى أتحمل مصاريفي .

• يقول المثل الشعبي " صاحب بالين كداب وصاحب ثلاثة منافق " .. فهل استطاع الدكتور إبراهيم الفقي تنظـيم وقته بين كل هذه المهام الشاقة والصعـبة ؟

- العقل البشري يمكن أن يقوم بعمل 32 شئ في نفس التوقيت ، كل ما في الأمر إنك لو ستحاول أن تقوم بعمل شيـئين في نفس اللحظة والاثـنين متضاربين مع بعضهما ، فمن الطبيعي إن المخ يركز في شئ واحد منهم فقط في وقت محدد ولا تستطيع أن تركز في شئ واحد منهم .. ولو قمت بعمل شيئين مختلفين عن بعضهما فـلن تستطع أن تقوم بعمل لا هذا ولا ذاك .. ولذلك أقوى شئ قوة التركيز على عمل واحد فقط ، لكن من القوة إنك تقوم بعمل أكـثر من شئ وكلهم في نهاية المطاف يقوموا بتدعيم هـدف واحـد .
- وعلى سبيل المثال : أنا اليوم في مجال التنمية البشرية قرأت فيها كثيراً وأخذت دكتوراة في الميتافيزيقا وأجريت دراسات عديدة في التنويم بالإيحاء وفي البرمجة اللغوية العصبية وحصلت على 32 دبلوم كلهم يخدموا التنمية البشرية ، فمن الممكن أن أتحدث عن أي شئ في التنمية البشرية لأن أصبح عندي ثقافات ليست مجرد قراءة فـقط فقرأت حوالي 12 ألف كتاب منهم ألفين كتاب عن تطوير الذات وحياتي كلها قراءة ، فالناجح يكون عنده وقت وينظمه بشكل جيـد حتى يستفيد منه أقصى درجات الاستفادة ، فمثلاً في الثانوية العامة عـندك مواد كثيرة وكل مادة لها الشكل والمضمون الخاص بها ، لكن الطالب يستطيع أن يوفق وقـته بين كل هذه المواد وينجح في الكل فالإنسان يمكن أن يتعلم لغـتين إنجليزي وفرنساوي في نفس الأسبوع .

• ما هو الموقف الذي مريت به ولم تجد له حل في التنمية البشرية ؟

- عند تعرضي لأي موقف أنفصل بأحاسيسي حتى أستطيع التفكير بطريقة منطقية وفي الحال أجري على الله " ففروا إلى الله " أصلي ركعتين لله عز وجل ، أترك نفسي للاحتمالات ، وآخد نفس عميق ومع الزفـير أقول : الحمد لله وأبدأ أركز على الحل ، وأجد الحل في الحال ، فلا توجد مشكلة بلا حل ، ولو مشكلة بدون حل فلم تكن هناك مشكلة من الأساس .

• من هـو قدوتـك ومثـلـك الأعـلى ؟

- بعـد والدي القدوة والمثل الأعلى لي ، تعجبني جدا أفكار الدكتور مصطفى محمود أفكاره الدينية وأفكاره العلمية وتاريخ حياته وأسلوبه وحكمته وكنت أتمنى في يوم من الأيام أن أعرفه شخصيا ، والحمد لله وفقت في ذلك وفرحت جدا إني قابلته وتعرفت عليه ، وبالنسبة للتنمية البشرية والروحانية الدكتور روبرت شولر ، أما في مجال الفنادق لانو أورلندوا ، كان عندي أكثر من قدوة كنت مختارهم واحد في التنمية البشرية والتنمية الروحية وفي علم النفس التربوي وواحد في علم النفس الاجتماعي ، ففي كل سنة أضع في بالي أن أستفيد من مائة شخص مثلا بأفكار وآراء جديدة ..

• ما سبب إحتفاظك بالروح المصرية وخفة الدم المصرية .. فأنت تتحدث عن الأمثال الشعبية والنكتة المصرية بروعة وجمال على الرغم من إقامتك بكـندا منذ سنوات ؟

- أنا عمري ما تركت مصر .. أنا تركت مصر فقط بجسمي لكن فكري وأحاسيسي وقلبي وروحي وعقلي بلدي وحبايبي ، فحافظت على نفسي من أي فساد بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ، ومحافظ على مصريتي وكونت مجموعة مصريين في كندا من 32 شخص بمنتهى الروعة ونجلس جلسات مصرية نتجاذب فيها أطراف الحديث بخفة دم مصرية ، ولما أكون في مصر أتعامل مع كل الفئات ببساطة حتى أعيش مصريتي ، وأحاول أبعد عن الأشخاص الذين تحدثون كلمة عربي وكلمة انجليزي وكلمة فرنساوي لا تشعر وسطهم بمصر . وعندما كنت مدير عام مجموعة فـنادق في كندا نسقت بعض الأشياء مع الجالية المصرية وأنشأنا مدرسة عربية وبنينا مسجد يسع أربعة آلاف مصلي .. فمتى الانسان يستطيع أن يصنع مصير وليس العكس ؟

• هل الفكاهة لديك موجودة منذ الصغر أم إنها بسبب الدخول في عالم التنمية البشرية ؟

- المصري أخف دم في العالم ، أنا من صغري أحب أضحك ، فأقصر مسافة بين شخصين هي الضحك ، أحيانا محاضراتي تصل إلى ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شخص فمن الضروري أن تجعلهم يستمتعوا بكلامك من خلال الضحك وتقصر المسافة بينك وبينهم ووسط الضحك تعطيهم معلومة جديدة .. ولما تضحك يزيد إستيعابك 14 مرة .. ولما تتنفس وتضحك يزيد 18 مرة .

• كثير من الشباب يسافرون للخـارج فاقدين الأمـل في وجـود حلول لطموحاتهم داخـل مصر .. فهل هم بخير ؟ وأين مكانة مصر ؟ وأين هو الانتماء ؟ وأين الحلول ؟

- الانتماء كلمة كبيرة جدا ، لو إنت غير منتمي لبلدك تكون غير منتمي لأي شئ ، إنتماء لله سبحانه وتعالى .. انتماء لنفسك .. انتماء لأهلك لوطنك لدينك .. الزعيم جمال عبد الناصر قال : " الانتماء يجري في دمي مجرى النيل " وكل الرؤساء يقولون نفس الشئ ، لو إنت خرجت من مصر ووصلت لمرحلة إنك غير منتمي لمصر مستحيل تكون مصري حقيقي في الخارج ، وعندما تتعب عند رجوعك مصر وتنتقض كل شئ حواليك ..

- أنا عشت في الخارج 33 سنة ، زرت 33 دولة وكل دولة 4 مرات ، فلو قارنت بينا وبين الدول أقارن ما نحن عليه أفضل من غيرنا ولا أقارن للأسوأ ، فمصر لديها حضارة 7000 سنة ، مصر مرت بالعديد من المشاكل والظروف الصعبة ورغم ذلك نحن أفضل من غيرنا بكثير . مصر أرض العباقرة فأنظر وقارن كم مصري حصل على جائزة نوبل وكم أمريكي حصل على نفس الجائزة .. الحمد لله لدينا في مصر تطور وتقدم .. شباب ملتزم ومحترم ومثقف .. أجيال جديدة تسعى إلى مزيد من التقدم والتعلم ، فيكفينا التمسك بالدين فتدخل المساجد وترى الشباب الملتزمون الذين يحافظون على الصلاة في أوقاتها .. وأنا أرفض سفر الشباب للخارج ، فلابد أن تنجح في مصر ثم تخرج للعالم الآخر بعلمك وثقافتك .. فلدينا في مصر كبرى الشركات العالمية . فلو أردت التعلم والعمل كل ما تجده في مصر متوافر .

- وخير دليل على جدية وقوة الشباب المصري : ذهبت إلى محافظات قـنا وأسيوط وسوهاج وأسوان .. جزء من صعيد مصر غاية في الجمال والروعة .. انبهرت بما شاهدته من أفكار شبابية رائعة وثقافـة عالية وسعي وراء العمل والعـلم بتحـدي دون النظـر إلى أيـة ظـروف أو صعوبـات ، ولذلـك نويـت عـمـل بـعـض بـرامجي باســـــم " دعــوة للحـيـاة " أنفذها في الصعيد على مدار يومين في كل محافظة وبحضور 100 شخص من أعلى مراكز في العالم بحيث يدخلوا عملة صعبة للبلد .

• أنت دائم الحديث عن الجانب الروحاني والديني في تدريباتك وأمسياتك وهذا ليس من صميم التخصص .. فـلماذا لا تستعين بأحد رجال الدين المخضرمين أو بعض الدعاة الذين لهم قبول في العالم العربي وعلى القنوات الفضائية مثل الشيخ محمد حسان من أجل أعمال مشتركة ؟ ولماذا لا تفكر في عمل أكاديمية متخصصة تؤهل الدعاة للحديث عن التنمية البشرية لكن من الجوانب الدينية ؟

- يسـعـدني ويشـرفـني إجـراء عـمل مشتـرك مع فضيـلة الشيخ محمـد حسـان ، فإنـني لا أغــفـل رجـال الديــن فـمـثـلاً في برنامـج " شخصية ناجحة " كان معي الشيــخ ( زكي عـثمان ) ، الشيخ ( محمد المنعـم البـري ) رئـيـس جبهة علماء الأزهـر السابق .. حقيقة إن فكـرة التعاون بيني وبين رجال الدين فكرة ممتازة جـداً جــداً لكـــن كل في الأمر أن تتبلور جيدا ، أنا دائماً أتعلم من علمائنا رجال الدين وأحــاول وضعها بأسلــوب بسيـط مفهـوم للعامة ، فعندما أحدثـك عن الأهداف لابد أن أضع معها غاية ، والغاية هنا الله سبحانه وتعالى .

- كما استضفت من قبل الداعية الشاب ( مصطفى حسني ) في برنامـج لقـاء مـع شخصــية ناجـحـة وغـيـــره ، وقريبا سأعلن عن دورة " الإمام المدرب المحترف المعتمد " ، فالإمام عنده رسالة مهمة جدا ولابد إننا نوضح للإمام أن معلوماته الدينية رائعة جداً ، لكن من الضروري تدريبه على أساليب الإلقاء الصحيحة . ولأن المخ يـبـني على آخر تجربة ، فمنهم من هو كثير الكلام وفي نهاية الحديث لا نعرف ماذا يريدون ، وبعض الدعاة تأخذهم الحمية أثناء الخطب والدروس مما يؤثر على الأجهزة العصبية للمتلقين ولا نستوعب منهم أكثر من 14 ثانية .

• " نادي النجاح " فكرة جديدة للدكتور إبراهيم الفقي .. فما هي ؟

- لو سألت أي شخص عن انطباعاته نحو كلمة " نادي " فالكل يقول إنها مكان للعب والمتعة ، الله سبحانه وتعـالى قال في كتابه الحكيم " { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ } آل عمران 191 : 193 ..
أنا بأصلي وأطلب من ربنا يعطيني معنى يوصل للناس ، ومن كلام الله عز وجل قررنا عمل المنادي ينادي للنجاح والمنادي ينادي للإيمان وإلى الصراط المستقيم .. وعملنا غنوة بتقول ( نادي نادي يا منادي .. نادي نادي للإيمان .. نادي نادي للنجاح ) ومن هنا أصبح " نادي النجاح " .. نادي ينادي بحب الله سبحانه وتعالى وينادي بالنجاح الملتـزم في الحياة من أجل الآخرة ، يساعد الشباب على إيجاد فرص العمل ويكونوا أسر صحيحة ، وكيف نساعد بعضنا البعض ، ومن خلال النادي سيتم عمل قناة فضائية تبث إرسالها حول العالم من خلال أموالنا وجهودنا المشتركة بجانب عمل موقع إليكتروني خاص بالنادي ومجلة ونشرة وإعلانات وكذلك مؤسسة المدرب المحترف في التنمية البشرية .. فالمدرب يريد أشخاص يدربهم والمتدرب يريد مدرب يدربه فلو عندي ألف شخص كل واحد منهم لديه القدرة على التدريب في تخصص معين ومن خلال هذا المنطلق أكون وجدت ألف فرصة عمل بحيث كلهم يدربوا بعض كل في إمكانياته وقدراته ، مثلاً واحد يعلم القراءة السريعة وآخر القراءة التصويرية وواحد علم نفس تربوي ، فالفكرة قائمة على تدريب بعض أعضاء النادي ثم يقومون هم بتدريب الأعضاء الباقيين ، فالإنسان يموت لكـن أفكاره لا تموت ، وهــنا يحيا الكلام .. فالرسول الكريم  لم يمُت لأن كلامه وسنته ما زالت تعيش بيننا ، وبفضل الله أفكاري في التنمية البشرية انتشرت بشكل قوي على في أغلب دول العالم وعلى الفضائيات وفي الجامعات وزرت 12 جامعة من أجل الشباب ، وقريبا بإذن الله سأقوم بإنشاء أكاديمية للتنمية البشرية .

- أنا ألوم على الشخص الذي يقول " البلد عملتلي إيه ؟ " في مثل يقول ( لو عندك مكان تعيش فيه دي هدية من الله سبحانه وتعالى .. ولو عندك حاجة تعيش عليها فدي هدية من الله سبحانه وتعالى .. ولو عندك حـد تعـيش معاه فــدي هدية من الله سبحانه وتعالى .. ولو عندك الثلاثة دي بركة ) والحمد لله معظمنا عندنا الثلاثة .. فالناس بتـشـتـكـي من إيه ؟ وبلدنا عندها مشاكل مادية فكيف نفكر أن ندعم البلد بدلا من أن نلومها ، كل واحد ينجح يحاول يساعد من ثلاثة إلى أربعة أفراد حتى نزيد قوة .

• قالوا عنك طاقة جبارة لا محدودة .. متميز .. رائع .. موسوعة معلومات .. حبيب الناس .. مفخرة لجميع العرب .. براعة منقطعة النظير .. وغير ذلك الكثير .. فما رأيك في تلك الكلمات البراقة ؟

- أنا عمري ما انتظر هذه الكلمات ولا أفكر فيها ، فحين أسمعها أقول ( اللهم لا تؤاخذني عما يقولون ) فكـل ما أفعـله من أجل رب العالمين ( اللهم قدرني على التواضع .. فمن تواضع لله رفعه ) لم يصل أحد في الدنيا إلى مرحلة في حياته إلا وكان ذلك بإرادة الله عز وجل ، عندما يقولون لي " الله أكبر " تفرحني هذه الكلمة ، لكن لو قالوا لي " إيه الحلاوة دي " أحزن .. فكل ما عندي هو من حب الله وفضله .. فالطبيب لا يعالج ولا يشفي فكلها أسباب والشفاء من عند الله سبحانه وتعالى .

• ما الذي يفرحك .. وما الذي يحزنك .. ومتى تضحك من القـلب ؟
- يفرحني عندما أرى الفرحة على وجوه الشباب وأراهم يتزوجوا بشكل صحيح وبيكبروا وأسافر لهم في كل مكان ، ما يحزنني لو رأيت أحد الشباب يشتم في بلده ويبحث عن السفر للخارج بحُجة أنه سينجح في الخارج أكثر من داخل بلده ، فعندما تريد السفر للخارج خـذ نجاحك معك الذي حقـقـته داخل بلـدك ، فلا تسافـر وأنت فاشـل .
- أضحك من قلبي لما أسمع نكتة مصرية حلوة .. أحس نفسي بضحك ضحك حقيقي بدون نفاق .

• لدينا أسئلة كثيرة لكن اختصارا للوقت .. ماذا تريد أن تقول ... ؟

- أقـول للناس : عيشوا كل لحظة .. عيشوا بحبكم لله عز وجل .. والتطبع بأخلاق الرسول والرسل .. والكـفـاح بالفعـل والحب .. وقدروا قيمة الحياة .

منقول للفائدة