حوار مع الدكتور / علي الحمادي

[د. وديع إلياس]

على الشباب أن يهزم إحباطه وينتصر لأهدافه

حاوره- حجي جابر

الدكتور علي الحمادي رئيس مركز التفكير الإبداعي ورئيس مركز الدقيقة الواحدة ، شخصية مميزة في مجال التدريب والتنمية البشرية استطاع ملحق يللا جدة اجراه حوار سريع معه أثناء زيارته الأخيرة لمدينة جدة جاء فيه:

- بداية وانتم رواد هندسة التغيير هل لنا أن تعرف على هذا العلم؟
بالنسبة لهندسة التغيير هو الفن الذي يتكلم عن التغيير ماهيته وطبيعته وطرقه وأساليبه وكل ما يتعلق بمقاومته وكيفية مقاومة هذه المقاومة وكيفية التعامل مع عملية التغيير ومبادئ التغيير وقواعده وسنن الله في عملية التغيير كل هذه المسائل كيف يتم التعامل معها والتصرف تجاهها بحكمة وذكاء وخبرة حتى يتم تحقيق الأمر المراد.

- هذا العلم هل هو حديث أم علم قديم؟
هذا العلم علم قديم حيث بدأت عملية التغيير منذ خلق الخليقة أما كعلم نظري فهو أيضا ليس بالجديد إنما تم الحديث عن طرقه وجوانه من قرون.

- كيف ترى العملية التدريية في الوطن العربي الآن؟. وهل خرجت من مراحل البدايات المتواضعة؟
لا زالت قناعاتي أنها دون المستوى وان كانت هي أفضل مما كانت عليه في السابق حيث لازلنا بحاجة إلى قدر من التعامل والجدية في التعامل مع هذا الأمر والسبب في هذا أن كثيرا من المؤسسات رغم شعورها بالحاجة الماسة للمهارات التي ينبغي أن يمتلكها الأفراد إلا أن التحول العلمي كان بطيئا نظرا لصعوبته وتكلفته وخاصة عندما نتكلم عن دراسة الاحتياجات التدريبية وما يتعلق بقياس العائد من التدريب كل هذه المسائل تحتاج إلى وقت وجهد ومال وصبر حتى يتم التعامل مع عملية التدريب بصورة نافعة للمؤسسة لكن المؤكد أن كل سنة أفضل من السنة التي قبلها وإن كان التحول ليس بالصورة المطلوبة.

- ما رأيكم بالمؤتمرات والملتقيات التي تعقد هذه الأيام هل هي ذات جدوى؟
هي مهمة للغاية خاصة المؤتمرات والملتقيات التي تضم عددا من المتكلمين حول موضوع معين خلال فترة زمنية قصيرة ميزتها أنها تختزل كثيرا من الجهد والوقت إضافة إلى انك تستطيع الاستماع إلى عقول عدد كبير من الناس وبالتالي تستطيع أن تقارن وربما بعض المسائل لا تتضح من جانب واحد فأنت بحاجة لأكثر من جهة ولعقول وتجارب متعددة حتى تصل إلى ما تريد من معلومة دقيقة ونافعة وكل متحدث عنده من الخبرات ما يفيد به الآخرين واختلافه عنهم تنوع مفيد.

- تركز العملية التدريبية على الفرد وتغفل البيئة الطاردة التي يعيش فيها ما رأيكم؟
نعم العيش في بيئة طاردة سواء عقدت هذه الملتقيات أم لم تعقد البيئة غير مشجعة حتى الآن لكن القضية الرئيسية هي عدم الاستسلام لهذه البيئة متى كانت البيئة عبر التاريخ بيئة مشجعة ووردية ومثالية البيئات عادة تقاوم عملية التغيير والتطوير مالم يكن هناك اتجاه يقود من قبل الدولة والعلماء والمفكرين ويحتاج إلى جهد وصبر ونفسية واسعة والى تحدي قوي حتى الوصول إلى المراد أما البيئة لا ينبغي بحال من الأحوال الاستسلام لها أو انتظار تحسنها.

- إحباط الشباب في العالم العربي هل هو مبرر؟
هنالك قدر من التبرير لأنه ليس هناك من يدفعهم بحكمة أما النصائح فموجودة في كل مكان لا يوجد من يوجه الشباب إلى عملية التطوير وتنمية الذات بأسلوب مميز لكني في المقابل لا ادعو الشباب للاستسلام لهذه المبررات لابد أن يتواجد عندهم نفسية المدافعة والتحدي والمقاومة والصبر وإنا قناعتي أن كل المصلحين على مر التاريخ كانت البيئة لديهم غير مناسبة والوضع غير ملائم لكنهم قاموا حتى وصلوا إلى ما يريدون لا ينبغي رغم وجود بعض المبررات التسليم بالهزيمة .

منقوول للعبرة والفائدة

من خبرات وتجارب الدكتور / علي الحمادي