حوار في (خرافة السر)

[هواجر]

قد لا نؤيد وقد لا نعارض .. ولكننا في الحالتين نستمتع بالآراء

حلقة كانت ممتعة فنقلتها لكم

2 / 11 / 1431 هـ
خرافة السر


الضيف :
أ.عبد الله بن صالح العجيري
الباحث الشرعي في الفكر المعاصر

- نال درجة البكالريوس في هندسة الحاسب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
- نال بكالريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
- صدر له عدد من الكتب والبحوث منها :
من عبث الرواية
نظرات في واقع الرواية السعودية
معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والأحداث
خرافة السر ( كتابه الأشهر وحديث هذه الحلقة )


المقدمة :


يعتبر كتاب السر واحدا من أكثر كتب المساندة الذاتية والذي لقي رواجا كبيرا في العالم واطلع عليه عدد كبير من الناس ، بل يعد من أكثر الكتب مبيعا في العالم .
هذا الكتاب صدرت له ردود أفعال كثيرة وتجاوزت مبيعاته الملايين وترجم لأكثر من 30 لغة في العالم
و يحتل مركزا متقدما بين كتب العالم ومكتبات البيع ومراكز الثقافة العالمية ،
حيث حظي بتغطية إعلامية في عدد من قنوات العالم منها قناة CNN التي تحدثت عن الكتاب
بينما جاءت ردود الفعل الإسلامية من قبل بعض الباحثين كضيفنا الذي ألف كتابه خرافة السر ، للاعتراض على شيء مما تضمنه الكتاب من مخالفات عقلية وعلمية وعقدية وشرعية كما ذكر المؤلف .

فما هي أبرز المخالفات ؟
لماذا هذا الصدى الكبير للكتاب ؟
وكيف يمكن الإفادة من هذه الكتب بنفس حجم الفائدة الموجودة فيه دون مبالغة ؟



بداية لزاما علينا أن نعرف السر ، فماهو السر ؟!
وماذا أرادت مؤلفة كتاب السر الاسترالية من هذا الكتاب ؟


السر كما ذكر في الكتاب وبلفظ صريح هو قانون الجذب ،
والكتاب يتمحور في كليته حول هذا المفهوم ، فيشرح هذا القانون ويضع بعض المستندات التي يدعي أن الإنسان من خلالها يستطيع أن يتأكد من صحة هذا القانون ،
ثم يبين تطبيقات هذا القانون في مجالات الحياة المختلفة كالصحة والعلاقات والاقتصاد وغيرها .


ماهو قانون الجذب ؟!


قانون الجذب كما يبينه الكتاب هو أن " النظير يجذب إليه النظير " ، بمعنى أن الإنسان إذا فكر في قضية معينة فإنه يجتذب إليه ماديا وحسيا هذه القضية ، فإذا فكر على سبيل المثال في قضية إيجابية فهو يحصل هذه القضية الإيجابية ، وإذا فكر في قضية سلبية فإنه يحصل هذه القضية السلبية .
فإذا فكر في مائة مليون أو فكر في امرأة أو في علاقة ما فإنه يستطيع الحصول عليها بمجرد التفكير فيها ..
وهنا تكمن الإشكالية ..!
الكتاب لايتحدث عن الشخص إذا فكر تفكيرا إيجابيا فإنه سوف يعمل عملا إيجابيا ، وبالتالي سيحصل على نتائج إيجابية .
و لوكان مسار النقاش في هذا الاتجاه لماكان هنالك كبير اعتراض على هذا الطرح .


إذن أين تكمن المشكلة الكبرى ؟!


المشكلة الكبرى هي أن الفكرة المحورية الأساسية هي قانون الجذب ، الذي يدعي أصحابه أن الإنسان يستطيع تحقيق مايريد عن طريق التفكير العقلي المجرد .
وهم يفلسفون هذه القضية فيقولون :
أن العقل يطلق موجات كهرومغناطيسية ، وأن هذه الموجات الكهرومغناطيسية لها تردد
فإذا كان التردد عاليا فإنه يجتذب إليه ماديا وحسيا الأشياء الإيجابية ،
وإذا كان منخفضا فإنه يجتذب إليه الأشياء السلبية

وبالتالي فالكتاب صريح الدلالة في أنه لايتحدث عن التفكير الإيجابي أو التفاؤلي ، وإنما هو يتحدث عن ربط حسي بين تفكير الإنسان والأشياء المحسوسة من حوله .



كتاب السر يقوم على قانون الجذب ، وكتاب خرافة السر ينفي هذا القانون ،
كيف لك أن تنفي هذا القانون مع أنه موجود ؟!
إلا إذا كنت تنفيه بمفهوم المؤلفة !


إذا فهم قانون الجذب على ضوء الجاذبية الأرضية فليس هنالك اعتراض فهذه قضايا موثقة علميا ، ولكن المفهوم الموجود في الكتاب يقوم على علاقة ميكانية آلية بين عقل الإنسان والأشياء الموجودة في الخارج .

بمعنى أن الإنسان إذا طمع في سيارة أو في مبلغ معين فليس عليه أن يعمل ،
وإنما عليه أن يغير من عقليته حتى يحصل على نتائح إيجابية .


لماذا لانعتبر هذا جزء من التفاؤل ؟
فأغلب الذين قاموا بالرد عليك اتهموك بأنك تهدم مبدأ عظيم وهو مبدأ التفاؤل ؟!
ألا يمكن اعتبار قانون الجذب جزء من أيدلوجيا التفاؤل إن صح التعبير ؟!


هنالك فرق كبير بين أن يفكر المرء تفكيرا إيجابيا يكون هو باعثا له على العمل ،
وبالتالي يحصل على النتائج الإيجابية التي يريدها ، وبين أن يستعبد معامل العمل من قانون التفاؤل ،
ومع ذلك يدعي الإنسان أنه من خلاله يستطيع تحقيق النتائج التي يريدها .
والشواهد والقصص التي ذكرها الكتاب معضدة لقانون الجذب تدل دلالة صريحة على أن معامل العمل مستبعد تماما من مفهوم قانون الجذب .


ألا تلاحظ أن هنالك موجة هي التنمية الذاتية ؟
فهل هذه الموجة والإقبال عليها ينصب في ذات هذا القانون ،
وبالتالي سيكون موقفك من هذه الموجة هو موقفك من هذا القانون ؟!


ليس هنالك كبير اعتراض لجميع مايطرح في هذه المجالات ، ولكن هناك كثير من الإشكالات توجد في المناشط من دورات ومحاضرات وكتابات تتعلق بتنمية الذات وتطوير الشخصية وغيرها ، بحيث أن المسألة تحتاج إلى كثير من الضبط والمعالجة كما هو الحال مع هذا الكتاب .


أنت جعلت مبنى فكرة الكتاب " دع العمل وتعلق بالأماني "
بينما الكتاب لم ينطلق من هذه الفكرة ، إلا إذا كان فهمنا للترجمة فيه خلل ؟!


الكتاب عندما ذكر الخطوات التي من خلالها يحقق عملية الجذب كانت ثلاثة هي : اطلب ، آمن ، تلقى
اطلب أي حدد ماتريد ، وآمن أي آمن بأن هذا الشيء متحقق وموجود عندك ثم استلمه ، وبذلك نجد أن معامل العمل مستبعد من هذه الخطوات !
وكثير من القصص التي أوردها الكتاب وكذلك بعض المشاهد التي وردت في الفلم الوثاقي الخاص به أو ضحت بجلاء هذه الإشكالية في قانون الجذب .


في لقاء أجري معك سئلت عن مقال للشيخ سلمان العودة عن كتاب السر ، فقلت أن الشيخ نظر إلى الكتاب على أنه من التفاؤل وأنا لم أجد أن الكتاب ينطلق من منطلق التفاؤل ..
هل يعقل أن الخلاف بينك وبين الشيخ سلمان هو في هذه النقطة سيما أنك ذكرت أن الكتاب يحوي كثيرا من الأخطاء العقدية والانحرافات الفكرية ؟!


الإشكالية هنا هو أن الذين تعاطوا الكتاب كانوا على ثلاثة أصناف :

الصنفان الأولان : أدركا حقيقة مايدعوا إليه الكتاب وفهما حقيقة قانون الجذب ،
لكن أحدهما يرفض هذا القانون والآخر يقبله .

والصنف الثالث فهم القانون على أنه من التفاؤل ، مع أن الكتاب ذكر بصريح العبارة أن مايدعوا إليه ليس هو التفكير التفاؤلي .
كما أن الخطوات الثلاث اللازمة لتحقيق قانون الجذب هي خالية من معامل العمل .


ماهي أخطر الملاحظات التي وقعت عليها عند قراءتك للكتاب ؟!


نستطيع القول بأن الكتاب يدعو إلى وحدة الوجود ، فالكتاب في أحد المواطن في النسخة الانجليزية ويتسرب إلى حدما إلى النسخة الانجليزية يقول :
" أن الله والطاقة اختلاف اصطلاحي لشء واحد ، وأنك طاقة ، وأنت تعمل في نطاق أوسع من الطاقة "

وعندما تضع المسألة في هذا الشكل :
من أن الله طاقة وأنك طاقة ، وأنت تعمل في مجال أو سع من الطاقة فهذه عدوة إلى جعل الخالق واحدا، أي هي دعوة إلى وحدة الوجود .



مداخلات المتصلين :


عصام قاريء مستشار في التطوير والتدريب الإداري :

- باديء ذي بدء ، لايخفاكم في أدب الاختلاف أن من اجتهد فأصاب له أجران ، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ، فلعل هذه تكون قاعدة انطلاق في التعامل مع أي جديد .
- أما الفلترة الإسلامية لكل جديد فهذه من مقومات المسلم التي تجعله مسلح ضد الجديد والإبداع الاجتماعي وحتى الإبداع التقني وغيره .
- لعلي أشد انتباه الناس إلى الفرق بين كلمتي الاتفاق ، والاحترام ..
فنحن نحترم الكثير ممن نختلف معهم عقائديا لأنهم يطبقون نظرياتهم ومايعتقدون به ، في الوقت الذي قد نتفق فيه مع آخرين عقائديا وأيدلوجيا ولكننا لانحترمهم بسبب اختلاف حقيقي وعدم تماثل مابين النظرية والتطبيق .
- عند قراءتنا لكتاب السر وغيره من الكتب ممايجد علينا من الشرق والغرب ، فإنني أتمنى لو نصل إلى آلية تمكننا من تطويع مايصل إلينا بحيث لايتعارض مع الناحية الدينية .
- لو أتينا إلى قانون الجذب ، هذا القانون الذي يدور ويتمحور حوله كتاب السر ، والكتاب حقيقة لايحوي سر فمن أسباب انتشاره أنه يتكلم عن تجارب حقيقية حدثت في حياة القدماء والمعاصرين .
- قانون الجذب لوجئنا لنطوعه تدريبيا لعلنا نجد فيه وجها من الشبه والقبول .
- لو جئنا لممارسة إدارية نعرفها جميعا في إدارة الاجتماعات تسمى العصف الذهني ،
فهذه الممارسة ( العصف الذهني ) أجد فيها وجها تطبيقيا لقانون الجذب .
- لست أقول هذا لأقول أنني مع قانون الجذب أو ضده ، ولكني أتمنى أن نتخلص من حساسيتنا تجاه كل جديد والتي قد تمنعنا من الإفادة منه ، فلوكان لدينا فلترة إسلامية تخضع كل كتاب أو كل فكرة جديدة للمبدأ العام لتمكنا من تطويع تلك الأفكار لصالحنا في النهاية .


أبو عبدالرحمن من الكويت :


لماذا لدينا هذا الكم الهائل من الأساتذه في التنمية البشرية والمتخصصين في علم النفس ، ثم نتكل بثقلنا على ثقافة الغرب وما أنتجه ؟
والشاطر فينا هو من يترجم كتابا قبل غيره ، وربما أدخلوا النصوص الدينية قسرا على ما لاتدل عليه !
لماذا هذا الإتكال الثقافي ؟
فهل سبب ذلك ضعف الإنتاج أم القصور المعرفي لدى هذه الطبقة من المتخصصين لدينا ؟!


سلمان من الرياض :


- أبارك للأستاذ عبد الله دفاعه عن قضية ظاهرة في الساحة وجب أن يكون فيها وجهة نظر تمثل صوت شرعي حتى يكون الإنسان على بينه ولو في جزء من القضية المطروحة .
- الدار الناشرة للكتاب يقع عليها جزء من المسؤولية في اختيار ما يتم نشره .
فليس الربح المادي في الأمور المعرفية والفكرية هو المطلب لأنه أمر خطير
- الدار الناشرة لهذا الكتاب عليها ملاحظات كثيرة وتنشر كتب مضامينها خطيرة .
- أعتقد أن ما يطرح من جهة الغرب قد نشببه بالإسرائيليات .
جزء منه أتى الشرع الحنيف لمعارضتها بالكلية فهذه لا نقبلها أتت ممن أتت .
والجزء الثاني له شوائب في شريعتنا وهنا بالعكس نعلم أن دين الله هو الاكمل والأمثل .
الجزء الثالث أثبتت التجارب فاعليته و مسكوت عنه في ديننا الحنيف وأعتقد أن هذا الجزء يحتاج تنفيس وقد يكون يكون عمل الأستاذ عبد الله في هذا الإطار .


سعد من الرياض :


- لدي تجربة واقعية مع قانون الجذب .
حيث كان هناك رجل مريض نفسيا عانى منه 40 سنة يتداوى بعلاج ، حتى ذهب لأحد المختصين في مثل هذه القوانين يعمل في مركز بالرياض فطلب من المريض الجلوس معه ساعة يضمن له بعدها الشفاء من المرض تماما بعد دفع 500 ريال ويتوقف عن العلاج ..
فقام الرجل وهو على حاله ولم يتغير كما ادعى المختص !
هذه إحدى التجارب الواقعية لهذه القوانين ...!



محمد من الرياض :


- لاحظت أن الكتب الغربية فيها غثاء شديد جدا .
- أطالب من إخواني المثقفين أن تكون هناك لجنة تنقح الكتب الوافدة وينظر إليها من الجانب الشرعي ثم تخرج في مذكرة يستفيد منها المسلم والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها .


التعليق على المتصل أبو عبد الرحمن من الكويت :


* هذه إشكالية تحتاج إلى معالجة !
مفترض أن ثمة في ديننا ما يستطيع الإنسان أن يخلص بنظريات يصدر معارفها للآخرين بدلا من أن نكون مستوردين .
* هناك قدر من الإنبهار لدينا بالمجتمعات الغربية والفكر الغربي .
* لا شك أن المجتمع الغربي في تطور يسبق مجتمعنا العربي لكن يصل بنا العجز لأن نتصور نظريات الغرب وتصورهم لهذا الكون ومجالات التنمية والتطوير أنهم بالضروري يكونوا متطورين على ما عندنا ..
ما المانع أن يتقدم المختصون لدينا في جميع المجالات ومختلف القطاعات ويبتكرون شيئا ؟!!
* مفهوم قانون الجذب كمفهوم علمي مرفوض عمليا في الغرب وبالتالي لا حضور له في جامعاتنا محليا ولا في الجامعات الغربية .


التعليق على المتصل سلمان من الرياض :


- التعاطي مع الوافدات من المجتمعات الغربية في مجالات مختلفة ينبغي أن يفرزها الإنسان على 3 مستويات :
1- الوافدات و الأطروحات المبنية على أسس علمية وعلوم تجريبية ودراسات عقلية .
فكما يقبل الإنسان الحقائق العلمية الفيزيائية كذلك يقبل الحقائق الإجتماعية ومجالات التنمية .
2- التجارب الشخصية المطروحة .
على سبيل المثال كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة أو كتاب العادات السبع .
هي تجارب قد تصيب و تخطئ ولايصح للإنسان أن يتعامل معها كالحقائق العلمية .
3- الوافدات الداخلة في إطار الدجل والخرافات .


جزء من شجاعتك ضمنته في كتابك ألا وهو الهجمة الشرسة التي تعرضت لها من قبل د. صلاح الراشد وقلت بأنها مستغربة وغير مستغربة .كيف ؟


هي عبارة قلتها عندما كنت محسنا الظن بالدكتور ثم رأيت منه قدرا من البغي حيالي .


شن الدكتور مجموعة من الهجوم واتهمك باتهامات ضمنتها في كتابك :
أنك تريد الشهرة !
أنك مرجئ في كتاب خرافة السر حسب رأيه .
تحدثت عن عقيدة مبتدعة .
قراءة كتاب السر عنده أهون من طوام كتاب خرافة السر لأن هذا سيبني دروشة ويظهر لنا أناسا ملوثين !!
هل توقفت عند هذا مع الدكتور ؟ وإلى أي حد وصلت الردود بينكما بعد هذا الهجوم ؟


حصل هذا الهجوم بعد الحوارات والنقاشات التي ضمنتها في كتاب القصة المطولة
وليس له صلة بالحوار الذي دار بيني وبين الدكتور .
وليُراجَع كتاب السر وكتابي خرافة السر ليُعرف مقدار البغي الذي حصل ..
وأتمنى من أي مشاهد أو من الدكتور أن يضع لي اصبعه في الكتاب على هذه الجراحات من الإتهامات
حتى نقول بأن هذه الدعاوى تصح أو لا تصح !


دمتم بخير