قصة في علاج ناجح للخجل

[نهر الخير]

قصة في علاج ناجح للخجل

حضر الشاب (ن ،م) 26سنة لعيادتي السلوكية حيث كان يشتكي من عدم ثقته بنفسه على شكل: خجل شديد

وصمت واضح في البيت وفي الزيارات وفي الجامعة، وانعزال، وخوف من التكلم وإيصال المعلومة للآخرين.

ومع الجلسات العديدة والمتتابعة والتمارين السلوكية المتنوعة وجدت تحسنا ملحوظا في موضوع مشكلته تدني

النظرة للذات.

ومما لفت نظري وشد انتباهي هو عندما بدأت التمارين الميدانية العملية والتي كانت تتمثل في أن قام بإلقاء قصة

أمامي في عيادتي، ثم في جلسة أخرى ألقي قصة مختلفة ولكن تفاجأ بوجود جمهور يتكون من اثنين، ثم في جلسة

أخرى ألقى قصة وبوجود جمهور يتكون من خمسة، ثم في انتقلت به في الجلسة اللاحقة لقاعة تدريب عندنا في

المركز وتشبه المسرح حيث ألقى قصة وعلمته كيف يقف وكيف يشير بيديه وكيف يوزع نظراته على الجمهور بأكمله.

ثم في جلسة لاحقة في نفس القاعة التدريبية المليئة بالكراسي والواسعة تخيل أمامه جمهور ثم بدأ يلقي قصة

وعلمته هناك كيف يمشي ويتحرك أمام الجمهور (حركات الملقي أثناء إلقائه)، ثم في جلسة لاحقة قام بإلقاء قصة

أمامي في المسرح وطبق توزيع النظرات والإشارات والمشي أمام الجمهور ثم تعلم معي آنذاك كيف يؤثر في الجمهور

ويجذبهم عن طريق التنويع في نبرات الصوت علوا وانخفاضا وسرعة وبطئا والشد والرخي..

وبعد الجلسات التي كانت تحوي على التطبيقات العملية الميدانية والمهارات الجديدة في الإلقاء انقلب حاله كثيرا حيث

قال لي في الجلسة اللاحقة: (تحسنت كثيرا، وأنا الآن لا أعرف {لمشكلة عدم الثقة بالذات} -للرهبة الاجتماعية- أية

طريق، وعلاقاتي أصبحت واسعة، والكل لاحظ عليّ قوة شخصيتي وإقناعي).

يمكن أن أقول الآن بملء فمي لكل من يبحث عن ذاته وتعزيز الثقة بالنفس: ( تعلم معي كيف تكون واثقا وقوي

اجتماعيا) وأُطمئِن كل الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة بأن الحل موجود وسهل بإذن الله.

د / ماهر العربي
* معالج سلوكي بخبرة واسعة .
* مستشار زوجي تربوي متقن .
* مؤلف عدة كتب وبمهارة .
* مدرب دولي مؤثر .
* مارس الظهور الاعلامي في تخصصه .