من يقوم بتقويم اﻷداء الوظيفي:هناك خمس مصادر على اﻷقل لتقويم اﻷداء وهي: المشرفون، والزمﻼء، والموظف المراد تقويم أدائه تقويم ذاتي) ومرؤوسو الموظف المراد تقويم أدائه وأشخاص من خارج المنظمة كالعمﻼء مثﻼ. وقد يشمل التقويم بعض هذه المصادر أو كلها مجتمعة، وتتوقف مﻼئمة هذه المصادرعلى الغرض من التقويم ونوعية المعايير المستخدمة والشخص المراد تقويم أدائه ونقصد بالغرض من التقويم في انه هل الغرض من التقويم غرض إداري أو غرض تنموي أو غرض استراتيجي كما أن التقويم الذاتي ﻻ يمكن اﻻعتماد عليه منفردا. لو استعرضنا المصادر التي يستقى منها معلومات عن أداء الموظفين فسنجدها كالتالي:الرئيس ( المدير):يقوم المدير أو الرئيس عمل الموظف من زاوية واحدة فقط، هي زاوية النتائج التي أنجزها، ولكنه قد يجهل تماما حجم الجهد الذي بذلته والوسائل التي استخدمتها لتحقق تلك النتائج وقد ﻻ يعرف أسلوب الفرد أو الموظف في اﻻبتكار، ولذا فهو لن يستطيع أن يقوم أسلوب العمل الذي يستخدمه الفرد أو الموظف من كل الزوايا خاصة إذا كان المدير مسئول عن عدد كبير من اﻷشخاص أي أن اﻹدارة بها عدد كبير من اﻷفراد أو الموظفين وهذا موجود حاليا خاصة في ظل تحول الشركات من التنظيم الهرمي إلى التنظيم اﻷفقي وبالتالي ﻻ يستطيع المدير أن يعرف إمكانيات وأداء كل فرد لديه بشكل جيد.الجدير بالذكر انه هناك عدد كبير من اﻵراء حول من يقوم بتقويم أداء الموظف إﻻ أن أكثر هذه اﻵراء تتفق على أن الرئيس المباشر هو اقدر اﻷشخاص على تقويم أداء مرؤوسيه لﻸسباب التالية:
1. بحكم أن الرئيس المباشر هو اﻷكثر معرفة بقدرات الشخص المقوم بحكم احتكاكه اليومي معه.
2-امتﻼك معرفة واسعة عن متطلبات أداء الوظيفة.
3. توافر الفرصة للمﻼحظة المستمرة ﻷداء العامل وسلوكياته أثناء العمل.
4. المدراء قد يتحقق لهم بعض الكسب في حالة اﻷداء الجيد لمعاونيهم كما أنهم قد يتحملون بعض الخسائر في حالة انخفاض اﻷداء ومن ثم فانه يتحقق لهم الدافع للقيام بتقييمات دقيقة.*ويعود فشل المرؤوس في تحقيق التوقعات التي ينتظرها منه رئيسه في معظم اﻷحوال إلى وجود إدراك مختلف بين الرئيس والمرؤوس للعمل). الجدير بالذكر أن بعض الدراسات أشارت إلى أن 98% من برامج التقويم تنفذ من قبل الرئيس المباشر للمرؤوسين.الزمﻼء:يعتبر زمﻼء الموظف من احد أهم المصادر القيمة للمعلومات عن أداء الموظف. وتزداد أهمية هذا المصدر في مثل الحاﻻت التي يصعب فيها على الرؤوساء مﻼحظة سلوك موظفيهم أو المواقف التي تزداد فيها اﻻعتمادية على العمل المشترك.يعلم زمﻼء الموظف عن الموظف ما ﻻ يعلمه الغير ﻻحتكاكهم اليومي به ومعرفتهم له عن كثب، فهم يعرفون نقاط ضعف الموظف ونقاط قوته. ولكنهم عند تقييمه لزميلهم في العمل يفعلون ذلك من خﻼل وجهات نظرهم الشخصية وبغض النظر عن النتائج التي يحققها الموظف, وبهذا فهم يقيمون عمل الموظف من زاوية واحدة فقط.المرؤوسين:يستطيع هؤﻻء المرؤوسين إمداد مدرائهم بمعلومات هامة وفاعلة عن مدى نجاح وكفاءة الرئيس في قيادتهم وتوجيههم للعمل وغيرها من الوظائف الخاصة بالرئيس. وتبرز أهمية هذا المصدر عند استخدام معلومات تقويم اﻷداء الوظيفي لﻸغراض التنموية وتحسين فرص أداء العمل كما تزداد فرصة صﻼحية هذه اﻷداة كلما تزايد عدد المرؤوسين.العمﻼء:يعتبر العمﻼء الزاوية الجيدة للشركة لكي ترى نفسها بوضوح ﻷنه كما يقال العميل أوﻻ. فالعمﻼء يستشعرون بدقة قوة الشركة أو ضعفها. والعمﻼء هم أهم مصدر للمعلومات عن درجة الجودة ومؤشرات تقدم الشركة أو تأخرها. ولكنهم أيضا يرون اﻷمور من زاوية واحدة. فهم يستطيعون أن يصفوا لك بدقة وضعك التنافسي في السوق ولكنهم لن يقولوا لك كيف تدير شركتك. فكما نرى أن النظر من زوايا مختلفة أفضل من النظر بزاوية واحدة.*التقويم الذاتي أو الشخصي:وهو أيضا مصدر هام ﻹمداد اﻹدارة بأداء الشخص بالرغم من عدم استخدام هذا المصدر كمصدر وحيد لمعلومات اﻷداء. ويؤخذ على هذا المصدر الميل للمبالغة في التقييمات لﻼعتبارين التاليين:- ميل المرؤوسين إلى تبرير اﻷداء المتدني لهم بإرجاعه إلى عوامل خارجية مثل عدم تعاون الزمﻼء أو سوء اﻹشراف أو عدم توافر الموارد المطلوبة ... الخ.- إمكانية الربط بين نتائج التقويم واتخاذ بعض القرارات اﻹدارية مثل الزيادة أو الترقية.*كما يؤخذ على هذا المصدر أيضا انه ﻻيوفر الموضوعية الكافية في القياس والتقويم حيث أن دافع اﻷنانية يدفع الفرد إلى المغاﻻة في تقدير انجازاته أمام اﻹدارة ورئيسه المباشر.اتضح من خﻼل مؤتمر عقد لهذا الغرض أن 95% من المشاركين في المؤتمر أكدوا على أن الرئيس أو المشرف العام يعتبر احد القائمين بالتقويم، بينما أشار اﻵخرين أن التقويم الذاتي يمثل 13% وتمثل اللجان كمدخل للتقويم بما نسبته 6%.وفي بعض المنشآت تتكون لجنة تقويم وتتولى هذه اللجنة وضع التقارير عن أداء العاملين وسلوكهم ويكون أعضاء اللجنة من اﻷشخاص الذين لهم صلة بالموظف أو لديهم بيانات كافية عنه.في دراسة قام بها البرعي وحبيب على عينة صغيرة عشوائية من المنشآت العاملة في القطاعين الخاص والعام بالمملكة العربية السعودية أتضح أن النسبة الكبرى 53% تعتمد على تقويم كل من الرئيس المباشر وشئون الموظفين بينما كانت نسبة المنشآت التي تعتمد على تقويم الرئيس المباشر وحده هي 37%.