|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
التغييرفي حياتنا يغيرذاتنا
إن الله عز وجل خلق الإنسان مزوداًبقدرات وطاقات متعددة كامنة في داخله ، والتعليم المدرسي الذي تلقيناه فيمدارسنا - للأسف الشديد - لم يكتشف هذه القدرات والطاقات وتضيع أعمارنا سدىًونحن نحمل بين أيدينا شهادات علمية حصلنا عليها في سنوات دراستنا ولكن دون رغبةأو حب لما اخترناه .. فإذا بنا نكتشف بعد مرور الأيام أننا اخترنا التخصص الذيلا يتناسب مع رغباتنا وميولنا وقدراتنا وطموحاتنا ... ولم نجد من يوجهنا أويحفزنا لتغيير هذا التخصص والتضحية بسنوات العمر التي ضاعت ... فواصلنا المسيرحتى حصلنا على الشهادة ... ثم الوظيفة ونحن في حالة مللٍ وشقاء دائملأننا لم نحصل على ما نريد من الحب والاستمتاع . وإذا بنا نجد أننا نتحرك فيهذه الحياة بقدرات بسيطة وطاقات مهدرة ، لا نملك إلا الأماني والأحلام والحسراتعلى ما فاتنا من هذه الحياة . لذلك كان لابد من التغيير حتى نجد لحياتنا معانعمر من خلاله الأرض كما أمرنا الله عزوجل بذلك ، ونشعر فيها بمتعة الحياةولذتها من ظروفهاالمختلفة ، وتقلباتها المتعددة ، وهنا نجد أن التغيير ضرورةتفرضها طبيعة حياتنا حتى نحسن بكياننا ووجودنا أما إذا استسلمنا لحياتنااليومية - دونتغيير - فإن عقولنا وطاقاتنا وكياننا وإحساسنا بكل شيءيتوقف ولا نشعر بمعنى الحياة وكفاحها ، لأن لسان حالنا يقول اليوم مثل البارحةمثل غداً !!! فمن هنا كان التغيير ضرورة تفرضها طبيعة حياتنا المتغيرةالمتسارعة . ونقطة البداية في التغيير تبدأ من الإنسان نفسه ، قال اللهتعالى : (( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )) سورة الرعد أية : 10 . وحتى تتم عملية التغير لابد لها من قوانين تحكمها وتسيرها بثبات ومرونة حتى تصل إلى التغيير المطلوب ، ومن أهمها قناعة المرء ورغبته بالتغيير ، ثم استعانته بالله وتوكله عليه ، مع الاستخارة والاستشارة منالعقلاء ، وتقبله للتغيير بخطى بسيطة مستمرة دائمة بدلاً من الاستعجال والحرمانمن النتائج الجيدة ، كما أن أي تغيير لابد أن يدفع صاحبه ثمناً غالياً له ، فمنأتعب نفسه اليوم ارتاح غداً . وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنياغلابا لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا . لذلك فالإنسان إذا عزم وصمم على التغيير مهما كان الثمن الذي سيدفعهسيصل - بإذن الله تعالى - إلى تحقيق أحلامه وأهدافه وطموحاته في الحياة ، ومنثم يشعر بمتعة الحياة ومعناها الذي فقده في كسله وخموله وهمته الضعيفة . وحتى يكون التغيير جذرياً ويترك أثراً واضحاً في خطوات الإنسان ، لابد أن يشمل جميع جوانب شخصيته وحياته ، ولا يعني هذا أن يكون التغيير كبيراً وإنما صغيراً بسيطاً في كل جانب ، ومع مرور الأيام والاستمرار في التغيير سيكون هذا التغيير البسيط تغييراً كبيراً عظيماً . ومن المعروف أن جوانب حياةالإنسان متعددة منها : . الروحي : ويشمل كل ما يتعلق بالعقيدة والعبادةوالأخلاق والمعاملات . الجسمي : ويشمل كل ما يتعلق بالجسم من حيث الصحة والمرضوالرياضة والعلاج والاهتمام بالملبس والمشرب والمأكل ... إلى غير ذلك . الجانب العقلي : ويشمل كل ما يتعلق بتنمية العقل من الثقافة والفكر ، وتنمية الإبداع والابتكار فيها . الجانب الاجتماعي : ويشمل كل ما يتعلقبالعلاقات الاجتماعية للفرد مع أسرته وعائلته من أقارب وغيرهم ، والزملاء فيالعمل ، الجيران ، ... إلى غير ذلك . الجانب النفسي : ويشمل كل ما يتعلقبالصحة النفسية للفرد ومدى إشباعه للحاجات النفسية لديه ، ومدى تمتعه بالصحةالنفسية والشخصية المتزنة . الجانب المهني ويشمل كل ما يتعلق بدراسته إن كانطالباً ، أو موظفاً - أياً كان موقعه - في مهنته ، ومدى رضاه عن عمله وتوافقهفيه واستمتاعه به . الجانب المالي : ويشمل كل ما يتعلق بدخله اليومي أو الشهري ،وكيفية تصرفه فيه ، ومدى استمتاعه به وصرفه في الوجه الشرعي الصحيح . حتى يتم التغيير في هذه الجوانب بتوازن واعتدال ، لابد من أخذ كل جانب من الجوانب السابقة وعرضها على منهج الإسلام الشامل الثابت ، لأنه المعيار الحقيقي لمعرفة مدى القرب أو البعد عنها . فمثلاً إذا أخذنا الجانب الصحي منالمنهج الإسلامي وعرفنا تفصيلاته ، نقوم بتطبيقه على أنفسنا فنحدد نقاط القوة ونقاطالضعف في تطبيقنا لهذا الجانب ، فمن نقاط القوة لدينا مثلاً ممارستنا للرياضةوالاستشفاء ، ومن نقاط ضعفنا أسلوب التغذية ونظام النوم . فتعزر نقاط القوةفينا بالاستمرار فيها ، ونقاط ضعفنا نحدد فيها بعض الخطوات البسيطة حتى نتخلصمنها ونغيرها مع مرور الأيام والاستمرار عليها . وهكذا في كل جانب يستمر في وضعخطوات وأعمال بسيطةكلما طبق جزءً منها انتقل إلى غيرها بمرونة وهدوء وثباتوإصرار وعزيمة ... حتى يصل إلى التغيير المطلوب . نعم جميعنا لنا أحلام .. ولكننا ننساها عندما تقابلنا مشكلات وعقبات وإحباطات لكن كيف نتعامل معها هذاهو الذي سيحدد مستقبلنا بمشيئة الله تعالى نحن نتعلم من أخطاءنا ثم ننجح ونتعلممن تجاربنا السيئة أكثر من تجاربنا الجيدة . ثم ننسى في غمرة هذه المشكلات أننانملك القوة لصنع المستقبل الذي نريده إن شاء الله . وعندما نريد التغيير فإننا ننشده ونطلبه في أمرين :- 1- في تغيير إحساسنا بمعنى أننا نريد أن نتغلب على خوفنا ونريد شعوراً بالسعادة والرضا ، وننعم براحة البال . 2- في تغيير أفعالنا بمعنى أن نقلع عن بعض الأفعال التي نشعر بداخلنا أنها خطأ مثل الإقلاع عن التدخين أو أي عادة ضارة أخرى . . وقبل أن نغير لابد أن تؤمن أن التغيير الذي تريده ممكن وغير مستحيل ويحدث ذلك بأن: تتخلص من الأفكار السلبية التي لازمتك طويلاً مثل أنا لا أستطيع عمل شيء لأني فشلت في الماضي . أو ما في فائدة مما أفعله أو لا تحاول ، أو أنسى الموضوع وابحث عن شيء آخر . |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دورة (( حياتنا بلا توماس أديسون )) بقيادة أ. حنين عاسل 6/4/1434هـ ( مجاناً ) | قطقوطة | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 1 | 05-17-2024 09:20 PM |
دورة حياتنا .. إلى أين ؟ 6/2/1433 بقيادة المستشار الدولي . بندر الغامدي | قطقوطة | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 1 | 04-13-2024 01:13 PM |
دورة حياتنا .. إلى أين 16/4هـ بقيادة المستشار . بندر الغامدي ( برسوم مدفوعة ) | قطقوطة | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 2 | 11-18-2023 11:54 AM |
أفكارنا تصنع حياتنا | د. وديع إلياس | أكاديمية التفكير والإبداع | 2 | 11-02-2023 02:02 PM |
دورة التسويق ودوره في حياتنا للمدرب أحمد محمد يوم الأربعاء 27/12 | عابرة | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 1 | 08-02-2023 07:12 PM |