فضل الصبر على البلاء000 حديث قدسي

[ايمان محمد]

عن أبي أمامة t عن النبي r قال : (( يقول الله سبحانه : (( ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى ، لم أرض لك ثواباً دون الجنة ))0 [ أخرجه ابن ماجه] 0

* شرح الحديث الشريف :
فالإيمان هو : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقضاء والقدر خيره وشره 000 حلوه ومره 000 وإذا أردنا أن نلخص الإيمان والإسلام 00 نجد أن الإسلام أساسه الاستسلام لأوامر الله تعالى ، فأركان الإسلام هي : الصلاة والصيام والزكاة والحج بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله 0
أما الإيمان فهو : عبارة عن التصديق بالغيبيات ، والرضا بالقضاء والقدر ، فنحن لن نر الله U ومع ذلك نؤمن به ونصدق بوجوده 00 والملائكة غيب وكذلك الكتب السابقة والرسل ، فنحن لم نر الأنبياء ومع ذلك نؤمن برسالتهم جميعاً ونصدق بهم وبمعجزاتهم دون أن نراها ما دمنا رضينا بالله رباً فله الحكم والأمر وله التصريف وله التدبير 0
فالقضاء في اللغة هو : القطع أو الفصل أو الانتهاء من الأمر والفراغ منه وإحكامه : (( فقضاهن سبع سموات ))0 أي فرغ من إتمامهن وخلقهن على ما هن عليه الآن (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) أي حكم وأمر بذلك ، أما القدر فهو تفصيل القضاء : أين ؟ ومتى ؟ وكيف يكون ؟ فقد قضى ربنا تبارك وتعالى أن يخلق آدم ليكون خليفة في الأرض فذلك قضاء وأما القدر فهو شكل آدم ، وطوله ، وأين ينزل ، وما إلى ذلك من تفصيلات0 وكلمة قدر قد تأتي في القرآن بمعنى تفصيلات القضاء ، وقد تأتي أيضاً بمعنى المقدار مثل قوله تعالى : (( إنا كل شيء خلقناه بقدر))0
ويُروى أن الله تعالى أوحى إلى داود u : (( يا داود إنك تريد وأريد ، وإنما يكون ما أريد ، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد))0
فعجباً لأمر المؤمن يجزع ويسخط عند حدوث آية ابتلاءات له ولكن مطلوب منه العكس فلا بد أن يتحمل كل شيء ، لأن كل الفتن اختبارات له إذا كان من الصابرين والشاكرين أم يكون من الساخطين فعليه أن يعلم أن كل شوكة يٌشاكها تعتبر تكفيراً لذنب أذنبه 0قال r: (( المؤمن بين خمس شدائد : مؤمن يحسده ، ومنافق يبغضه ، وكافر يقتله ، ونفس تنازعه ، وشيطان يضله ويغويه))0 فالعبد المضيق عليه تحدث عنه رب العالمين مع مناجاته مع موسى u / فعن أبي سعيد الخدري عن النبي r أنه قال : (( إن موسى قال : أي رب عبدك المؤمن تـُقتر عليه في الدنيا قال : فتفتح له باب الجنة فينظر إليها ، قال : يا موسى هذا ما أعددت له ، فقال موسى : أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يُسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط ، ثم قال موسى : أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال : فيفتح له باب إلى النار ، فيقال : يا موسى هذا ما أعددت له ، فقال موسى : أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ خلقته إلى يوم القيامة وكان مصيره كأن لم ير خيراً قط ))0
أي أن كل الخير له في الدنيا بكل المصائب والابتلاءات ليُقابل الله تعالى يوم القيامة ولم يكن عليه أي شائبة ، طاهر مطهر تقياً نقياً وفي قوله تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ))0 وفي الحديث : (( من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف الله عليه خيراً )) ( وتكون ثمرة الصبر عند المصيبة الرحمة والمغفرة والهداية كما في قوله تعالى : (( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))0 ولكي نصل لمرحلة الصبر التي بدون سخط ولا جزع علمنا ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم في سورة الحجر بالتسبيح والحمد والسجود أي العبادة في قوله تعالى : (( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))0 وهذا يعيننا على مواصلة الحياة بالصبر الجميل0 أوحى الله تعالى إلى موسى u : (( أتحب أن أسكن معك بيتك ، فخر لله ساجداً ثم قال : فكيف يا رب تسكن معي في بيتي ؟ فقال تعالى : يا موسى أما علمت أني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني ))0
يقول أحد التابعين : عجبت لأربع كيف يغفل عن أربع :
* عجبت لمن بلي بالضر كيف يذهل عن أن يقول: { رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}والله يقول{ فكشفنا ما به من ضر}0
*عجبت لمن ابتلي بالغفلة ، كيف يغفل عن : (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))
*عجبت لمن خاف شيئاً كيف يذهل أن يقول (( حسبي الله ونعم الوكيل))0 والله يقول : { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}0
*عجبت لمن كيد له في أمر كيف يذهل عن أن يقول : (( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد))0 والله يقول: { فوقاه الله سيئات ما مكروا}0 عجبت لمن تعسرت عليه أموره كيف يذهل عن تقوى الله وهو يقول{ومن يتق الله يجعل له مخرجا)0
*عجبت لمن احتاج إلى أمر ديني أو دنيوي كيف يذهل عن الدعاء والله يقول : { ادعوني أستجب لكم}0