|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
لماذا سمي الحاجب بهذا الاسم؟؟
تبغي عريس في ذات يوم دار بيني وبيني حديثُ نفس، واسترجعتُ حينها كلامٌ كثير، وقصصٌ جمة فتذكرتُ قولَ اللهِ تعالى : (( إنَّه مَنْ يتقِ وَيَصبِر...)) وتوالتْ القِصص في مخيلتي تتَرا. حينما كنتُ في إحدى اللقاءات وسردتْ الداعيةُ : أن معشر النساء همهن وشغلهن الشاغل تلك ـ الحواجب ـ، فقامت بسؤال الحاضرات: يا تُرى لماذا سمي الحاجبُ بذلك؟ وضربتْ بعضَ الأمثلةِ لتقريبِ المعنى. ومنها أن من أثر هذا الحاجب أنه يحجب عن العين الكثير من الضرر؛ كأن يرشِّح الملح المُذاب في العرق، فلا يجعله يتخطى هذا الحاجب فيؤذي العين! سبحانك ربي ما أرحمك وما ألطفك بنا! ذَكرتْ من إحدى القِصص: ذهبتْ امرأة إلى محل التجميل؛ لتصبغ خصلات شعرها وانتهت من صبغه، وفي عُرف " الكوافيرات" لابد من أن يكونَ لونُ الحاجبِ مماثل للون الشعر.فقالت لها المُزينة: لابد من صبغِ الحاجبين. فقالت : على الرحب والسعة. وحينما انتهت المُزينة من الصبغ وجدتْ في إحداهما شعرة لم تصل إليها الصبغة، فقامت باستشارتها: أنني إذا صبغتها أصبح لونها أغمق من باقي الحاجب فهل أزيلها؟ فقالت: نعم أزيليها لا مانع...! وسبحان الله، شاء الإله أن تُنَازِعْ هذه المرأة بمجرد نتف هذه الشعرة! تتوقعون لماذا؟ لأن نهاية بصيلة هذه الشعرة مرتبطة بالأعصاب في الدماغ، وليس أي عصب ولكنه من أدقها...! وهنا يتجلى أن الله سبحانه وتعالى ما حرَّم شيء علينا إلا وأنه يُدرُّ علينا بالنفع الكبير، ولا أُشيرُ بكلامي إلى ضَرورة عِلمنَا وراء كل مَنعٍ أو تحريم. بل علينا أن نُسلِّم تسليمًا تامًا بكل ما أمَر الله به ونهاه. ولا نُتعِب أنفسنا بالبحثِ عن الأسباب والحكمة حتى نَقتنعَ بذلك. بالطبع اكتظت الصالة بصوت النساء من هول هذا الموقف. وذكرتْ قصة إحداهن التي بلغت من العُمر أربعون عامًا وهي عزباء لم تتزوج بعد، وجميع إخوتها قد تزوجن. تعتقدون لماذا؟ الفتاة جميلة ولا ثمة شيء بها، سوى أن حواجبها من النوع العريض...! فكلما أتى خاطب ليخطبها يرى سمك الحواجب فلا يفتأ أن يرجع لها. وتوالت الأيام وإخوتها الإناث ـ وتعرفون معشر النساء ـ يهمسون في أذن الواحدة فيقولون : "حلال أن تقومين بإزالة بعض الشعر، والعلماء قد أباحوا لمن هو في مثل حالتك... الخ " وهي ترفض وتقول : ألم تقرؤوا قوله تعالى : ( لَقَدْ خَلقنا الإنسانَ في أحسنِ تقويم ) ؟ " الله سبحانه وتعالى خلقني بهذه الخلقة، وهو أعلم أن هذه الحواجب وسُمكها ولونها أنسب لي من أي شيء آخر، وهذا خلقُ الله ولن أغير فيه شيء!" وشاءت الأقدار أن يَتعرَّف إخوانها الشباب علىشاب طيب ذو سمت صالح، وحدث نفسه ـ هذا الشاب ـ وراودته نفسه على أن يتقدم لهذه العائلة ؛ لما في الشباب من جَمال ووسامة وأخلاقهم الطيبة أيضًا فقال في ذاته: "من الطبيعي أن تكون الأخت مثلهم!" ففاتحهم بالموضوع وقال بملأ فاه: " أنا شاري " أخذ الأخَوان ينظرانِ إلى بعضهمُ البعض في تعجب! " ياااااه لم يرى أختنا ويقول هذا الكلام؟ ياللعجب!" فأخبروه بأن عليه أن يراها النظرة الشرعية ...ووو لكن مُحال! رفض الشاب وقال بإصرار : " أنا شاري...!" وكان يوم عقد القِران هو ذاته" ليلة الزواج ". وعند صالون التجميل وكعادة إخوتها : " يابنتي هذا يوم فرحك، واحنا ماصَدقنا على الله يجيكِ عريسوعمرك أربعين سنة، شيلي على الأقل اللي مشوه... شَقِّري.. اعملي...." وهي لسان حالها يقول: " ربي صبَّرني أربعين سنة...! ماني جاية على لحظة فرحتي أعصي الله فيها واللي صبرني كل هذا راح يصبرني...." وبالفعل لم تُصب شيئًا من حواجبها، وكلما اقترب موعد دخول زوجها للغرفة في ذات القاعة يزداد القلق والرهبة ـ لأنه لم يراها من قبل ـ فهو " شاري " ! رفعتْ جيدها إليه تنظر وكل علامات الخوف والدهشة تملأ محياها، وما إن لمحتْ عينيه فخفضت رأسها، وهي تنتظر كلمة : (أنتِ طالق!) فقال لها : " تعرفي وش اللي لفتني فيكِ ؟ " تنتظر هي تلك الكلمة (طالق) قالت : " ما الشيء ...." قال : " حواجبك " فدُهشت أكثر وسألته : لماذا؟ ونظرتْ إليه فإذا هو يجيبها : " الكل في عيلتنا حواجبهم نحيفة وأنا من أول أدور على وحدة حواجبها حلوة وسميكة بهذا الشكل...." لكم أن تتخيلوا مشاعر هذه المرأة بعد أن صَبرتْ هذا العُمر كله ابتغاء مرضاة الله، ولكم أن تتخيلوا كل المُغريات التي أُغريتْ بها، ولكنها صَبرتْ واحتسبتْ. وكيف أن الله سبحانه وتعالى سخَّر لها رجل صالح يريد مواصفاتها! اسألوا أنفسكم: ألم تكن قادرة على نمص حواجبها؟ ألم تكن قادرة على تشقيرها؟ لماذا لم تتضجر وتقول : لقد فاتني " قطار الزواج" ؟ هي تعلم علم اليقين : ( أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ) وهي تركتْ معصية من أجل الله وهي " نمص الحواجب" مخافة أن تُعاقب بالطرد والإبعاد عن رحمته. هي علمتْ أن الله سبحانه وتعالى حينما يعوِّض يكون تعويضه رباني، وعطاؤه حينما يعطي، يعطي بكرم وسخاء، هو الجواد الكريم. لنصبر ولنحتسب، وكلنا يعلم أن الصبر على ثلاث : على طاعة الله، وعن المعصية، وعلى أقدار الله المؤلمة ولكن هل حقًا جربناها حق اليقين؟ أسأل نفسك، ودعْ السؤال في خُلْدِك. بقلمي : ريم مكي |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا تبكين ؟ | د. وديع إلياس | أكاديمية القصص التدريبية | 3 | 04-02-2024 05:53 AM |
الحاجة إلى الإدارة | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 0 | 12-04-2011 05:53 PM |
لماذا ينتهى الحب؟ | د. وديع إلياس | أكاديمية التنمية البشرية | 0 | 06-10-2011 08:58 PM |
شخصية كل اسم | د. وديع إلياس | أكاديمية المواضيع العامة | 0 | 06-10-2011 02:46 PM |
لماذا نتمنى الموت عندما نشعر بالحزن؟ | د. وديع إلياس | أكاديمية التنمية البشرية | 0 | 06-02-2011 11:20 PM |