نقدم من خﻼل هذا المطلب مختلف المراحل التي مرت بها إدارة الموارد البشرية :
1 - قبل الثورة الصناعية :و تتميز هده الحقبة التاريخية بطرق اﻹنتاج اليدوية حيث كانت معظم السلع تصنع من مصانع صغيرة ، و في بيت صاحب العمل ، ففي نظام العبودية اعتبر العامل ممتلكات صاحب العمل يبيعه و يشتريه شأنه شان كل السلع ، فﻼ حقوق قانونية أو إنسانية له و كانت السلطة المطلقة بيد المالك ثم تلي هدا النظام نظام الصناعة اليدوية و فيه برزت فئة تملك الخبرة و المهارة ، بدأت تعمل مقابل اﻷجر الذي يعد أجر الكفاف ، إلى أن جاء نظام الطوائف و به شكلت كل طائفة لها قانونها يوضح شروط الدخول للمهنة و أجورهم و مستويات إنتاجهم ، و يمثل هدا النظام احتكارا للصناعة أو الحرفة*-
2مرحلة الثورة الصناعية :ظهرت هذه الثورة في العالم الغربي في القرن الثامن عشر ، و ظهرت في العالم العربي في القرنين التاسع عشر و العشرين ، و أهم ما كان يميزهـا ظهور اﻵﻻت و المصـانع الكبـيرة و استغنائها أحيانا عن العمال ، و احتياجها أحيانا إلى عمالة متخصصة . كما أدى ذلك إلى سوء ظروف العمل ساعات عمل طويلة ، و ضوضاء ، و أتربة ، و أبخرة و غيرها كما أدى اﻷمر إلى ظهور فئة مﻼحظين و مشرفين أساءوا أحيانا إلى العاملين تحت أمرتهم . كما أدى اﻷمر أيضا إلى رقابة و روتينية العمل و سام العاملين و لقد أظهرت هده الفترة اﻻحتياج إلى ضرورة تحسين ظروف العاملين*
3 -مرحلة القرن العشرين:*شهدت هذه المرحلة أحداثا أترث على إدارة اﻷفراد و من أبرزها*
1.3- اﻹدارة العلمية :و التي تقترن باسم فريد يريك تايلر الذي اهتم بإنتاج أقصى حد ممكن من خﻼل مجموعات العمل التي يشرف عليها ، حيث قام بداية تجاربه المشهورة في مجاﻻت رفع الكتل المعدنية ، و قطع المعادن . و من نتائجه إدراك بان اﻹدارة يمكنها أن تكون علما له قوانينــه و مبادئه ، و قد اعتبرت اﻹدارة العلمي كونها طريق لمعالجة مشاكل اﻹدارة ، حيث بين تايلر أن اﻹدارة مسؤولة عن اختيار العاملين و تدريبهم على كيفية أداء العمل ، فالبر غم من النتائج التي توصل إليها تايلر في زيادة اﻹنتاج إلى أن المدرسة تجاهلت العامل اﻹنسان في العمل
.2.3 - الحرب العالمية اﻷولى :خﻼل الحرب العالمية اﻷولى ، و مع تضخم اﻹنتاج إذ تحتم على اﻹدارة توفير احتياجاتها من العاملين ، رغم ظروف الحرب و ما سببته من نقص في عرض القوى العاملة ، و لدا فقد فكرة اﻹدارة و بجدية في إنشاء إدارات متخصصة تتولى أنشطة إدارة اﻷفراد .و رغم ما مر اﻹنسان من خﻼل هده المسيرة التاريخية فقد استمر اهتمام اﻹدارة متركزا على رفع الكفاءة اﻹنتاجية لﻸفراد .3.3 - مدرسة العﻼقات اﻹنسانية :بعد التركيز على اﻷساليب المادية لرفع الكفاءة اﻹنتاجية ، جاءت هذه المدرسة و ركزت على اﻹنسان و حاجاته ، فقد رأى "التون مايو" على وجه التحديد أن معالجة المشاكل المتعلقة باﻹنتاجية يمكن معالجتها عن طريق اﻻهتمام بالعنصر اﻹنساني ، و اهتمت هده المدرسة بالتركيز على تدريب المشرفين على أساس المعاملة اﻹنسانية للقوى العاملة
.4.3- الحرب العالمية الثانية :*خﻼلها استمر التركيز على العناية باﻹنسان و الذي هو محور اﻹنتاج ، و بالتالي أوجبت العناية بإدارة اﻷفراد .