|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
ملاحظات هامة حول مستقبل الدنيا
هذه الملاحظات لا ينبغي الغفلة عنها:
أولها: إن الدنيا محطة سفر بين الرحم والقبر فما ينبغي للعاقل أن ينشغل فيها عن متابعة سفره والتزود لمستقبله في دار القرار لذلك لم يركن رسول الله r إليها, ولم ينشغل فيها ببناء القصور أو إكثار فرش ولما عرضوا عليه ذلك قال : (( مالي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في ظل شجرة ثم قام وتركها))0ثانيها: إذا كانت الدنيا بطولها لا تساوي إلا قليلاً بجانب الآخرة كما قال تعالى:{ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}التوبة /( 38/) 0 وقال r (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار بالسبابة في اليم فلينظر بم يرجع) [ مسلم بشرح النووي 17/192 ]0فكم سيأخذ الإنسان خلال عمره القصير من مُتَع ِ الدنيا إن حَلَتْ له ثم ليس له في الآخرة إلا النار!00(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ)[سورة هود : 15] ثالثها: إذا كان حظ الإنسان في الدنيا من رزق وصحة وحياة لابد آتيه فعلام الحرص على الدنيا جمعاً ومنعاً ! رابعها: إذا كان من حرص على الدنيا بغير حق أو اهتم بها أكثر مما تستحق سيضيع الآخرة ويلقي في جهنم ملوماً مدحوراً فأي سعادة وأي مستقبل لمن كانت نهايته النار, (( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط هل مر بك نعيم ؟ فيقول : لا والله يا رب 000)) [مسلم بشرح النووي ومسند أحمد ] لحظة واحدة من عذاب الآخرة أنسته كل نعيم الدنيا ــ إن كان منعماُ ــ فما بالك إذا كان عذاب الآخرة وشقاؤها دائماً عليه لا يموت فيها ولا يحيا!00 قال موسى u : (( يا رب تغلق على عبدك المؤمن الدنيا ! ففتح الله له باباً من أبواب الجنة ، فقال : هذا ما أعدت له ، قال : وعزتك وجلالك وارتفاع مكانك لو كان أقطع اليدين والرجلين يُسْحَبْ على وجهه منذ خلق إلى يوم القيامة ثم كان هذا مصيره لكأن لم ير بأساً قط 0 ثم قال : يا رب إنك تعطي الكافر الدنيا ! 000 ففتح له باباً من أبواب النار ، فقال : هذا ما أعددت له 0 فقال : يارب وعزتك وجلالك لو أعطيته الدنيا وما فيها ولم يزل في ذلك منذ خلق إلى يوم القيامة ، ثم كان هذا مصيره لكأن لم ير خيراً قط )[ النفحات الصمدية في الأحاديث القدسية ص352 – 353 رقم 255] خامسها : إذا كان من عمل لمستقبله في الآخرة لا يخسر شيئاً من الدنيا بل يستطيع أن يكسب دنياه وآخرته ، فمن الحمق قصر العمل على الدنيا وأن يكون هم الإنسان مستقبله في الدنيا فقط : قال تعالى : (فَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ رَبّنَآ آتِنَا فِي الدّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) [سورة: البقرة - الأية: 200] يقول : ربنا آتنا أي شيء من متاع الحياة الدنيا ، حتى لو كان ذلك الشيء بلاءً له و و بالاً عليه !0000 لكن العاقل المؤمن { يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ( البقرة201/202) 0 سادسها : إذا كان العمل للسعادة في الآخرة سبباً في سعادة الدنيا أيضاً , فعلام يضيع كثير من الناس سعادة الدنيا والآخرة بإعراضهم عن منهج الله ! لنتدبر قول الله :{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَى}{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً}{قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}{وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (طه/123 : 127/)0فمن عمل للدنيا فقط عاش في ضنك وله في الآخرة عذاب أليم ومن عمل للآخرة سعد في الدنيا بالإيمان ، والرضا ، والقناعة ، وسعد في الآخرة بالنعيم المقيم 0 وهذا ما فهمه ربعي بن عامر t عندما قال لكسرى : جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة0 سابعها: إن العمل بشرع الله حياة للقلوب والأبدان لذلك قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)0[ الأنفال -24] أي لما فيه حياتكم وسعادتكم وحياة القلوب بالإيمان بالله عز وجل إيماناً يحرر صاحبه من الجهل والخرافة والوثنية وينير بصيرته ويسدد خطواته لقوله:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ( الأنعام122/) 0 فالمؤمن أحيا الله قلبه بالإيمان وأخرجه من ظلمات الضلال والحيرة بواسطة القرآن الكريم الذي ينير له طريق الحياة ويبصره بما ينفعه ويحذره مما يضره، أما الكافر فإنه ميت القلب ميت الإحساس / متخبط في حبائل الشيطان ، مصرٌ على خطيئته ، يظن فيها سعادته مع أن فيها حتفه وهلاكه 0 ثامنها: إذا كانت الآخرة حقاً لا مرية فيه ومستقبل الدنيا مشكوك فيه فكيف يستبدل الناس مظنوناً بمتيقن ويغفلون عن مستقبلهم الذي لا بد منه ولا مفر عنه وهو الآخرة وينشغلون بدنيا غرارة خداعة أمانيها سراب0حيث لا يدري أحدهم هل سيعيش بعد اللحظة التي هو فيها أم لا0تاسعها : من يحرص على الدنيا يعمل على تحصيل حاصل أي شيء لابد وأن يصل إلى صاحبه غير منقوص فأهل الدنيا يعملون لإطالة آجالهم وتكثير أرزاقهم وهذه أشياء مقدرة من الأزل 0فالعاقل الذكي هو الذي يحاول أن يستغل وجود تيار الروح في جسمه فيعمل لتهيئة أوضاعه بعد انقطاع التيار حيث ستصدر النتائج قال r (( اليكسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت)) [ سنن الترمذي بشرح التحفة 7/156 وحسنه]0والجشع البخيل الجموع المنوع يحاول أن يكثر رزقه المحدد له من قبل الخالق في هذه الدنيا فيطلبه من وجهه ومن غير وجهه من حلال أو من حرام يجمع ويمنع ويظن بذكائه سيجمع أكثر مما قدر له ونسي أن القضاء مبرم وأن التدبير محكم وأنه لن يأخذ إلا ما قُدر له ولكنه مع ذلك يتعب نفسه فيما لا طائل تحته 0 التوقيع اصنع الخير بصوت هادئ 00000 غداً يتحدث عملك بصوت عالي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما أجمل أن يكون لديك في الدنيا انسان | إعلامية الأكاديمية | أكاديمية تطوير الذات العام | 1 | 07-18-2023 09:44 PM |
لماذا شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء | أم غلا | أكاديمية روائع الإسلام | 3 | 09-17-2019 01:24 AM |
( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) | نهر الخير | أكاديمية روائع الإسلام | 3 | 09-10-2019 11:53 PM |
تعال أعرفك على الدنيا | mẨřЎặm..εïз | أكاديمية روائع الإسلام | 2 | 09-15-2011 05:50 PM |
النفس تبكي على الدنيا | د. وديع إلياس | أكاديمية المواضيع العامة | 1 | 07-02-2011 10:09 PM |