أم غلا |
09-13-2012 01:01 AM |
إدارة المعرفة والتخبط الإداري
كثيرا منكم سوف يستغرب من هذا المصطلح والبعض يجزم بأنه ﻻ يوجد باﻹدارة هذا المسمى إﻻ انه في الواقع العربي موجود وكل موظف عمل ولو بفترة وجيزة سوف يؤيد هذا المصطلح ( اﻹدارة المزاجية) التي هي مع اﻷسف بازدياد بشكل ملحوظ.*هذا المسمى يبدأ بالظهور عندما ﻻ يوجد للمؤسسة نظام وسياسة واضحة ولوائح تنظيمية توضع من قبل فريق متخصص لعمل مسار جلي وواضح يتبعه العاملين (فيما بينهم المدير والرئيس) في أداء أعمالهم واتصاﻻتهم داخل المؤسسة وخارجها. الكل يؤمن بأن اﻹنسان بطبيعته متقلب المزاج, في يوما يكون سعيد و مسرور ويوما آخر يسوده الحزن و اﻻكتئاب , ومن البديهي عندما يكون اﻹنسان في حالة اكتأب وزعل فان قراراته ستنعكس بالسلبي على العاملين والمؤسسة بشكل عام (سوف تنعكس وتكون سيئة وتعود بالسلبية), والعكس صحيح إذا كان سعيد ومسرور فأنه يتصرف بشكل لطيفا وإيجابيا ينعكس باﻹيجاب أيضا على العاملين والمؤسسة بشكل عام. فان المزاجية والنفسية تلعب دورا رئيسيا على البيئة المحيطة وبالتالي على اتخاذ القرارات وجميع المخرجات العامة للمؤسسة. لذلك يتحتم على المؤسسات وضع أسس ولوائح مدروسة على أسس ومعايير علمية تتبع من قبل العاملين في المؤسسة لتفادي المتقلبات النفسية للعنصر البشري, فوجود نظام وإجراءات تحدد سير العمل واتصاﻻت العاملين فان العملية تتغير وتتحول من مزاجية إلى عقﻼنية وهذا هو المطلوب.إسناد اﻷمر إلى غير أهله:على ما اعتقد أن هناك عبارة ومقولة مألوفة عند كثير من الناس أﻻ وهي " الرجل المناسب في المكان المناسب" هذه المقولة منتشرة عند كثير من الناس وتستخدمها أغلبية الناس بشكل بديهي عند جميع الفئات والطبقات حتى الموظف الصغير والكبير على السواء, ولكن لﻶسف هذه مجرد شعارات تعود اللسان على نطقها. ولﻶسف إن قانون "مبدأ تكافئ الفرص" بين العاملين غير مفعل وغير مطبق.*هذه بعض التفسيرات الموجزة عن المسميات الدارجة والمسموعة والمألوفة عند كثيرا من الناس, ولكن ليس هذا صلب موضوع هذه المقالة, وإنما الموضوع الفعلي والمهم هو معالجة اﻷمور بالشكل الغير صحيح "بطريقة الخطاء", ",( اﻹدارة بالمزاج + إسناد اﻷمر إلى غير أهله = معالجة المشاكل بالفنون الخاطئة),والسبب يرجع إلى عدة عوامل كثيرة سوف نذكر منها على سبيل المثال ﻻ الحصر عامﻼ واحد, الذي نراه هو السبب الرئيسي في ذلك, أﻻ وهو استخدام أدوات غير مناسبة لمعالجة مشكلة معينة.أدوات غير مناسبة لمعالجة مشكلة معينةعلى المؤسسات متمثلة باﻹدارة العليا وصانعي القرار أن يحسنوا اختيار اﻷدوات واﻷساليب المناسبة لمعالجة المشكلة التي تواجههم, فهل من المعقول عند القيام بتصليح مركبة (سيارة) استخدام أدوات ومعدات لدراجة نارية والعكس صحيح, لذلك ﻻ بد من استعمال معدات صالحة ومﻼئمة مع الحدث أو المشكلة المراد عﻼجها. السؤال الذي يطرح نفسه كيف تعرف انك لم تفلح في حل وعﻼج المشكلة ( المؤشرات التي تبين لك بأنك لم تنجح بحل المشكلة). هناك أمثلة كثيرة على ذلك منها على سبيل المثال:مثال 1- إدارة المرورإدارة المرور في أي دولة عند معالجتها للحوادث والمخالفات, فقد تستخدم كافة الوسائل مثل (الكاميرات – تشديد العقوبات – مﻼحقة المستهترين .....الخ) للحد من المشكلة والقضاء عليها ولكنها من المحتمل لم تفلح . لذلك ﻻ بد من إعادة النظر بهذه الوسائل والنظر للمشكلة نفسها من جميع الزوايا واستخدام ما هو مناسبا لها.مثال2- إجراءات التأمين في الدول المتقدمة:*بالدول المتقدمة و المتحضرة مثل أمريكا على سبيل المثال, عند القيام بالتأمين على السيارة فإن شركة التأمين ﻻ تطلب من السائق أوراق أو إثباتات كما هو الحال بالدول العالم الثالث , و إنما تملي عليه بعض اﻷسئلة البسيطة مثل ( كم مرة حصلت على مخالفة مرورية – هل أنت متزوج ولك أوﻻد – كم المسافة التي تقطعها خﻼل اليوم الواحد .......الخ) فإذا أدلى السائق بمعلومات غير صحيحة مثﻼ فسوف يكون هو الخاسر, ﻻنه في حالة حدوث حادث أثناء هذه الفترة ( فترة التأمين) فان وثيقة التأمين تعتبر ملغية وغير سارية المفعول بسبب المعلومات الخاطئة التي أدلى بها السائق اثنا عملية التأمين. لذلك فإن السائق يضطر باﻹدﻻء بمعلومات صحيحة رغبة منه وبحرص شديد على صحة البيانات, وبدون تقديم رزمة من اﻹثباتات واﻷوراق التي ﻻ تودي من بعيد وﻻ قريب.إن إدارة المعرفة لها من الفوائد التي تجعل اﻹدارة تتفادى مثل هذه العيوب, عﻼوة على أنها تركز على إدارة العمل بأسلوب ذكي و متطور وتركز أيضا على اﻹنتاجية ومخرجات العمل وليست على الجهد المبذول, و من فوائد إدارة المعرفة ما يلي:*1. ألفة ورضاء العميل (المراجع) إلى ابعد ما يمكن.2. تقديم خدمة جيدة للعمﻼء.3. تحسين صنع واتخاذ القرار.4. تطوير اﻻبتكار للوصول إلى اﻷدوات المناسبة والمﻼئمة لحل المشاكل الحالية وابتكار وسائل وخدمات جديدة وتحسينها.5. تقليل ازدواجية الجهد والوقت والمال.6. تبسيط اﻹجراءات وذلك بحذف العمليات الغير ضرورية للتركيز على صميم العمل.7. الرضاء الوظيفي عند العاملين.إدارة المعرفة تجعل القيادة العليا وصانعي القرار قادرا على كيفية استغﻼل موارد المنظمة المتاحة بالشكل الصحيح وبالوقت المناسب مستخدمة الحكمة والذكاء (Smart) في التطبيق وبدون عناء وجهد كبير, وهناك مثال على التصرف بشكل ذكائي .*يذكر بان هناك مصنعان لصناعة الصابون (صابون لليد) في اليابان, فقد اشتكى كثيرا من العمﻼء بان عند شراءهم مجموعة من الصابون يجدون في بعض اﻷحيان أن بعض هذه العلب من الصابون فارغة بدون صابونه.وقام مدير المصنع اﻷول بعمل الطوارئ وذلك بتوظيف عاملين لمراقبة خط صناعة الصابون لحذف علب الصابون الفارغة وللقضاء عليها. وفي الواقع قلت الشكاوي بهذا الخصوص ولكن لﻸسف مازالت المشكلة قائمة.أما مدير المصنع الثاني قام بعﻼج المشكلة بأسلوب سهل وبسيط وذلك بشراء مروحة هواء (بنكه) ووضعها أمام خط صناعة الصابون وحدد لها سرعة معينة قادرة على إيقاع العلب (الكراتين) الفارغة, وفعﻼ قضى على المشكلة تماما بهذا اﻷسلوب السهل والبسيط مستخدما الدهاء والذكاء في ذلك.نستنتج من ذلك بان مدير المصنع اﻷول قام بمعالجة المشكلة بشكل تقليدي ذو تكلفة باهظة وجهد وبنتيجة شبة سلبية. أما المدير في المصنع الثاني قام بتصرف بدهاء وذكاء وبأقل تكلفة وجهد. إدارة المعرفة تستوعب هذه اﻷمور وتستفيد منها وتحث على اخذ العبر من التجارب السابقة إذ إنها ﻻ تتجاهل اﻷحداث السلبية حتى تتفاداها في المستقبل وتأخذ اﻷحداث اﻹيجابية لتستفيد منها في إنجاز اﻷعمال والمهام في المستقبل. . وﻻ بد من إدراك أن: إدارة المعرفة تركز على عمل الشيء الصحيح بدﻻ من الشيء الذي تعمله صحيح".
|