العودة   أكاديمية التدريب الاحترافي > أكاديمية التدريب الاحترافي العامة > أكاديمية روائع الإسلام
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2011, 07:54 PM
ايمان محمد غير متواجد حالياً
ايمان محمد
المراقبين
 


Cooleb10 معنى المستقبل وخطأ الناس في فهم حقيقته

معنى المستقبل :

قال الجرجاني: (( المستقبل : هو ما يترقب وجوده بعد زمانك الذي أنت فيه))0
وهو اسم مفعول من استقبلتُ الشيء : أي واجهته فهو مستقبل0
فكل ما سيقابله الإنسان بعد الحال أو اللحظة التي هو فيها الآن يعتبر من المستقبل , سواء كان قريباً أم بعيداً خيراً أم شراً ، فالمستقبل يُطلق على ما سيحصل من الخير في الزمن القريب أو البعيد لكن غالب الناس لا ينظر إلى المستقبل البعيد ، بل يحصر همه في المستقبل القريب ، فينفق زهرة عمره بل أكثره في الدراسة أو الكدِّ من أجل تأمين مستقبله في الدنيا ، بل من أجل أن يكون طبيباً ماهراً ، أو مهندساً بارعاً ، أو تاجراً رابحاً ، أو لاعباً مشهوراً ، أو مدرساً لامعاً ، أو مخترعاً مبدعاً ، أو غنياً مترفاً 0 كل هذا من أجل أن يحصل على مرتب جيد ومركب فاره وامرأة حسناء ومسكن واسع وصيت لامع! وقد يحصل على ما عمل من أجله وخطط له ، وقد لا يحصل ! فقد يُفاجئه الموت عند التخرج !000 أو قبل الزفاف ! 00 فكم تعب في ذلك ؟ عشرين سنة من الدراسة أو أكثر ، تعب الأيام وسهر الليالي ، والنتيجة أو الثمرة : وظيفة تعبها أكثر من راحتها!000ترى من هو المرتاح في عمله ، ذاك الطبيب الذي يُنـَغـَصْ من نومه في الليالي لينجد مريضاً فيعبث في دمائه وأمعائه ليُفتش له عن سبب إعيائه ، أو يحفر له أسنانه ويزوق له عيونه ، أو ذاك الطيار الذي يموت في كل يوم موتات لما يحصل له من مفاجآت 0 أم ذاك المعلم الذي يُذيب كبده ليغرس الكلمات ويُوضح المصطلحات 0 أم ذاك المهندس الذي أذاب جوهر حياته في رسم المخططات وإنشاء العمارات وربما لم يبن لنفسه بيتاً واحداً لا في الدنيا ولا في الآخرة (1) أم ذاك التاجر الذي تكاد تصيبه (الجلطات) (2) من انخفاض الأسعار في (البورصات)(3) 0 أم ذاك الغني الذي كُبِّل بالوصفات وحُرمَ الطيبات لكثرة أمراضه فأصبح يعيش على (السلطات) ( 4) 0
ثم ماذا بعد ذلك ؟ الموت وما أدراك ما الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات , ومحرك الحسرات والندامات, وبداية المفاجأت ! يفاجأ الشخص بمستقبل لم يعمل له ,فيطلب العودة إلى الدنيا{حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ , لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} ( المؤمنون/99/100/)0
فوجئ بأنه لم يعمل شيئاً لمستقبله في الآخرة فيطلب إعادته إلى الدنيا لكي يعمل فيقال له:{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} ( فاطر/37/)0لقد أُعطيت فترة كافية ربما زادت على أربعين سنة وجاءتك النذر الكثيرة التي تؤذن بقرب انتهاء أجلك: ( الأمراض , الشيب , ضعف السمع والبصر , انحناء الظهر , الارتداد إلى أرذل العمر)وملك الموت يختطف في كل يوم بعض الأحباب والخلان من الأهل والجيران ويقول لهم مهدداً: إن لي عودة إليكم ثم عودة !00 وفي كل يوم يتصفح وجوه أهل الدار ليأخذ منهم من انتهى أجله , قال r (( ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه في كل يوم خمس مرات , فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غمرات الموت فغشيته كرباته , وغمرته غمراته , فمن أهل بيته الناشرة شعرها والضاربة وجهها والصارخة بويلها , فيقول ملك الموت عليه السلام : ويلكم مم الفزع و مم الجزع ؟! ما أذهبت لأحد منكم رزقاً ولا قربت له أجلاً ولا أتيته حتى أُمرت ولا قبضت روحه حتى استأمرت وإن لي فيكم عودة ثم عودة حتى لاأبقي منكم أحدا)[ التذكرة 76 ] قال النبيr (( والذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم حتى إذا حمل الميت على النعش رفرفت روحه فوق النعش وهو ينادي : يا أهلي ويا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي جمعت المال من حله ومن غير حله ثم خلفته لغيري فالمهنأة له والتبعة عليّ فاحذروا ما بي))0[ التذكرة 76 ]
الناس في غفلة والموت يوقظهم وما يُفيقون حتى ينفدَ العـمــــر
يُشيعون أهاليهــــم بـجـمـعـهــــم وينظرون إلى ما فيه قد قـُبروا
ويرجعون إلى أحـلام غـفـلــتـهـــــم كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا

نعم غفل الإنسان عن الموت وقد نسجت أكفانه ، وعن الحساب وقد آن أوانه ونادى المنادي : قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنّهُمْ مّسْئُولُونَ) [سورة: الصافات - الأية: 24] من ربك ؟ من نبيك ؟ ماذا معك من الأعمال والأقوال ؟! أين ضيعت أوقات عمرك ؟ ماذا عملت بعلمك ؟ أسئلة يبهت منها ويحار في جوابها إلا من ثبته الله00000فأي مستقبل إذاً فيم أمنت وفيم تعبت ؟! في دنيا فانية ولحظات عابرة ونسيت الآخرة : قال تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ) (قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَآدّينَ) (قَالَ إِن لّبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً لّوْ أَنّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: المؤمنون - الأية:112 - 114] لقد انشغلت في دنيا زمنها قصير ومتاعها قليل : (قُلْ مَتَاعُ الدّنْيَا قَلِيلٌ وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ لّمَنِ اتّقَىَ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 77] دنيا دنية عذابها أكثر من عذبها 0



=============================================
(1) كل من سبق ذكرهم يُشكرون ويؤجرون على عملهم إن أحسنوا النية في غير ملهاة عن عبادة الله والدار الآخرة0
(2) الجلطة : خثرة من الدم تتكون داخل الأوردة أو الشرايين فإن كانت في شرايين المخ وسدت الشريان سببت الموت بالسكتة أو الشلل لبعض الأعضاء ، وإن حصلت في مناطق أخرى في الجسم سببت آلاماً وربما أدت إلى بتر العضو إن لم ينفع العلاج
(2)البورصات : أسواق العملات والأسهم والبضائع العالمية0
(4) السلطة : طعام يُصنع من الخضار تـُقطع وتخلط 0 تؤكل كمقبل ويأكلها البد ينون كحشوة للمعدة لأنها قليلة البروتينات0






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة إعلامية الأكاديمية أكاديمية تطوير الذات العام 5 03-29-2024 03:10 AM
فن التعامل مع الناس أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 1 08-20-2023 09:31 PM
دورات في اعداد قادة المستقبل وأسس ومبادئ ادارة الذات و الناس و الاعمال الورقية تعقد ب مركز المجد للجودة أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية 1 09-11-2019 04:15 AM
التودد والتحبب إلى الناس أم غلا أكاديمية روائع الإسلام 1 09-09-2019 08:48 PM
جاذبية المدير التنفيذي أم غلا أكاديمية إدارة الموارد البشرية 0 03-29-2013 04:44 AM

Free counters!